
محمد كرومي
تواجه دار الشباب بمدينة الزمامرة التابعة لإقليم سيدي بنور مصيراً مجهولاً بعد أن ظلت أبوابها مغلقة منذ أكثر من عقد من الزمن. هذه المنشأة، التي كانت في السابق ملاذاً للشباب ومتنفساً للإبداع، تحولت اليوم إلى أطلال منسية. المبنى الذي يُفترض أن يكون محركاً للنشاط الثقافي والاجتماعي في المنطقة، ظل قابعاً في مكانه مغلقاً ومهملاً، في انتظار من يعيد الحياة إلى أرجائه.
كان إغلاق دار الشباب بدون سابق إنذار بمثابة صدمة للمجتمع المحلي، حيث انقطع هذا المركز الثقافي عن دوره التقليدي في تقديم الخدمات للشباب وتوفير بيئة تفاعلية تساهم في تنميتهم. يبدو أن دار الشباب لا تزال في طي النسيان، والأسوأ من ذلك، أن المسؤولين المعنيين قد تخلّوا عنها بشكل كامل، وانشغلوا بما هو أبعد عن هموم الشباب.
في الوقت الذي ترفع فيه شعارات التنمية الرياضية بوصفها قاطرة للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، يبدو أن دار الشباب في الزمامرة تسير في الاتجاه المعاكس؛ فبدلاً من أن تكون جزءاً من هذه التنمية، تنتظر فقط قراراً من المسؤولين لتحويلها إلى مشروع رياضي آخر أو صفقة مربحة قد لا تعود بالفائدة المرجوة على المجتمع. هذه المفارقة تطرح تساؤلات حول مدى جدية التزامات المسؤولين تجاه تطوير المرافق العمومية ومدى احترامهم لحاجة الشباب إلى فضاءات ترفيهية وثقافية شاملة.
إن ترك دار الشباب في هذا الوضع يعكس واقعاً مؤلماً للعديد من المراكز الشبابية والثقافية في أنحاء البلاد، حيث يواجه الشباب ضغوط الحياة اليومية بدون مساحات تتيح لهم التعبير والتطوير. لذا، فإن دعوة المسؤولين للتحرك السريع وإعادة تأهيل هذه البناية ليس مجرد مطلب مجتمعي، بل ضرورة ملحة لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان مستقبل أفضل للشباب.
إن على الجهات المعنية التحرك بسرعة لتحويل دار الشباب بالزمامرة إلى مركز حيوي، يتيح للشباب فرصة التعلم والتفاعل ويكون جزءاً فعلياً من
Be the first to comment