بعد إلغاء عيد الأضحى.. سوق الماشية بالمغرب يشهد انهيارًا كبيرًا في الأسعار والكسابة في ورطة

محمد الحجوي

في ظلّ تدهور ملحوظ يعيشه سوق الماشية بالمغرب، تشهد أسعار المواشي، وخاصة الحولي الكبير، انهيارًا صارخًا خلال هذه الفترة، وذلك بعد أقل من شهر على احتفالات عيد الأضحى. حيث انخفضت القيمة الشرائية للرؤوس بشكل كبير، مما أثار قلق الفلاحين والتجار على حد سواء،
وسط تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الأزمة وانعكاساتها على الاقتصاد المحلي.

بعد إعلان إلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذا العام بسبب أزمة الجفاف ونقص القطيع الوطني، انهارت أسعار المواشي بشكل كبير في بعض الأسواق. على سبيل المثال، في سوق “سيدي حجاج” بسطات، انخفض سعر “الحولي” من 5000 درهم إلى أقل من 2500 درهم في غضون ساعات بعد القرار ، هذا الانخفاض المفاجئ جاء نتيجة تراجع الطلب على الأضاحي بعد القرار، مما ترك الكسّابة والتجار في وضع صعب مع تخمة في العرض وتراجع القيمة السوقية للمواشي .

سبق أن تسببت شائعات حول إمكانية إلغاء العيد في انخفاض أسعار الخرفان بنسبة تتراوح بين 1000 و1500 درهم في بعض الأسواق، حيث قام بعض الكسّابة ببيع كميات كبيرة من الأغنام خوفًا من القرار الرسمي .

كما أدت شائعات عن إغلاق أسواق المواشي قبل وبعد العيد إلى حالة من البلبلة وعدم الاستقرار في صفوف المربين والتجار، رغم نفي الجهات الحكومية لهذه الإشاعات .

قبل صدور القرار، كانت أسعار الأغنام مرتفعة بشكل غير مسبوق، حيث وصل سعر الخروف المتوسط الحجم (60 كيلوغرامًا) إلى أكثر من 4200 درهم، بزيادة 30-40% مقارنة بالعام الماضي، ومع ذلك كان الإقبال على الشراء ضعيفًا بسبب الغلاء وتداعيات الأزمة الاقتصادية، مما زاد من مخاوف الكسّابة من تراكم الديون وخسائر كبيرة .

وطالب الكسّابة المتضررون الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ القطاع، خاصة مع تراكم الديون وارتفاع تكاليف الأعلاف التي أثقلت كاهلهم ، ومن جهة أخرى، دعا بعض الخبراء إلى تشديد الرقابة على الذبح السريع ومنع المضاربة غير المشروعة التي تستغل الأزمات لرفع الأسعار .

ويهدف قرار إلغاء الأضحية إلى الحفاظ على القطيع الوطني بعد تراجع أعداده بنحو 18% بسبب الجفاف وأزمة كورونا و مع ذلك، فإن الانهيار في أسعار المواشي قد يزيد من أزمات المربين الصغار ويؤثر على سلسلة التوريد، مما يتطلب تدخلًا حكوميًا لضمان استقرار القطاع .

وتشهد أسواق الماشية في المغرب تقلبات حادة بسبب العوامل الاقتصادية والمناخية، فضلاً عن القرارات والشائعات المرتبطة بعيد الأضحى.

بينما يساعد إلغاء الشعيرة في الحفاظ على الثروة الحيوانية، فإنه يخلق تحديات جديدة للمربين والتجار، مما يستدعي سياسات داعمة لتجنب انهيار القطاع.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*