
تفاجأ عدد كبير من زبناء البنك الشعبي صباح اليوم السبت بظهور أرصدتهم على التطبيق البنكي بقيمة “0 درهم”، ما أثار حالة من القلق والارتباك في أوساط المستخدمين، خصوصًا أولئك الذين يعتمدون على التطبيق في معاملاتهم اليومية. هذا الخلل المفاجئ أربك الزبناء ودفع العديد منهم إلى نشر تدوينات وتوثيقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر محاولاتهم الفاشلة في الوصول إلى أرصدتهم أو إجراء عمليات دفع عادية.
الواقعة أثارت ضجة كبيرة على منصات التواصل، حيث تناقل الزبناء صورًا ومنشورات توثق ما وصفوه بـ”اختفاء مفاجئ وغامض” لأموالهم من حساباتهم البنكية، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الأمر يتعلق بخلل تقني داخلي أم بخرق أمني لأنظمة البنك.
ووفق مصادر إعلامية، فإن العطب طال عددًا من الحسابات، مما يرجّح فرضية حدوث خلل في النظام المعلوماتي للبنك. وقد ساهم غياب أي توضيح رسمي من إدارة البنك في الساعات الأولى من الحادث في تضخيم مشاعر القلق لدى الزبناء، وزاد من حدة الشكوك حول طبيعة المشكلة وأبعادها.
في وقت لاحق، أبلغ بعض الزبناء أن أرصدتهم عادت للظهور بشكل طبيعي داخل التطبيق، ما يشير إلى أن الخلل إما تم تجاوزه أو أن الفرق التقنية تعمل على معالجته تدريجيًا. ورغم هذا التطور، ظل الكثيرون يطالبون بتفسير رسمي شفاف، خاصة بعد حجم الارتباك الذي خلفته الواقعة.
وفي بيان مقتضب صدر بعد انتشار الحادث على نطاق واسع، أوضحت الإدارة العامة للبنك الشعبي أنها “بصدد التحقيق في حالات تقنية استثنائية أثّرت على توازن بعض الحسابات الجارية”، مؤكدة أن “أموال الزبناء مضمونة”، دون تقديم تفاصيل دقيقة حول الأسباب التقنية ولا المدة المتوقعة لإصلاح العطب بشكل نهائي.
من جهته، صرّح مصدر من بنك المغرب أن المؤسسة تتابع الوضع عن كثب، وأنه لا يُستبعد فتح تحقيق رسمي في حال ثبت وجود خلل بنيوي أو تقصير في حماية بيانات الزبناء.
وقد أعادت هذه الحادثة إلى الواجهة تساؤلات ملحة حول قدرة المؤسسات البنكية الوطنية على مواجهة الأعطاب التقنية والتهديدات السيبرانية، وكذا حول مستوى الشفافية والجاهزية في التعامل مع الأزمات. وبينما بدأت بعض الحسابات تستعيد وضعها الطبيعي، تبقى الثقة في حاجة إلى ترميم أعمق من مجرد إصلاح تقني.
Be the first to comment