أيوب زهير
شهد شارع آسفي بمدينة مراكش، صباح اليوم الجمعة، حادثا بيئيا مثيرا للقلق، إثر انفجار قناة “قادوس” لتوصيل الماء الصالح للشرب بشارع أسفي بالقرب من حي مبروكة على مستوى طريق الحي الصناعي، ما تسبب في تدفق كميات كبيرة من المياه وتحويل شوارع المنطقة إلى برك وأنهار.
الانفجار، الذي وقع بحسب شهود عيان قرب إقامة “برج الملك” حيث كانت تُجرى أشغال تتعلق بتقادم الأرصفة ومد قنوات الصرف، خلف حالة من الذعر في صفوف الساكنة وأحدث اختناقات مرورية خانقة على مستوى أحد أهم المحاور الطرقية بالمدينة.
وأعرب عدد من سكان الحي عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث التي تكشف هشاشة البنية التحتية لشبكة توزيع المياه، مشيرين إلى أن تدفق هذه الكميات الهائلة من الماء العذب في وقت تعيش فيه جهة مراكش آسفي حالة يقظة مائية وخصاصا حادا في الموارد، يمثل “إهدارا غير مقبول” لهذه المادة الحيوية.
كما تساءل المواطنون عن مصير الفواتير الناتجة عن هذه الكميات المهدورة، وهل ستُحمّل كلفتها للساكنة التي تعاني أصلًا من ارتفاع أسعار الماء والكهرباء، أم أن الشركة الجهوية المتعددة الخدمات ستتحمل مسؤوليتها الكاملة؟
الحادث يفتح من جديد ملف الشبكات المهترئة أو “الميتة” التي لم تعد قادرة على تحمل الضغط أو استيعاب مشاريع الإصلاح الجارية، ويطرح علامات استفهام حول التدابير الوقائية واحتياطات الشركة لتفادي تكرار مثل هذه الانفجارات التي لا تضر فقط بالبنية التحتية والبيئة، بل تهدد كذلك الأمن المائي للمدينة.
وفي انتظار توضيحات رسمية من الشركة المعنية، يبقى السؤال المطروح بإلحاح: إلى متى سيظل هدر الماء الصالح للشرب ثمنًا تدفعه مراكش في زمن الجفاف؟
