اكتست المحطة الجبلية أوكايمدن إقليم الحوز، منذ أمس الاثنين 16 دجنبر الجاري حلّة بيضاء بعدما شهدت تهاطل كميات مهمة من الثلوج.
وتعرف منطقة “أوكايمدن” سحر خاص، يجد فيها كل زائر ضالته في الترفيه عن النفس، فخلال هذه الأيام وطيلة فصل الشتاء، ترتدي جبال أوكايمدن اللون الأبيض الناصع وتتزيّن به، حيث تلتحف أشجاره ومساراته الصحية والرياضية به طيلة أيام هذا الشهر البارد، فحيثُما وليت وجهك ثمة البياض، على أغصان الأشجار الباسقة وعلى الأرضِ، وجنبات الأحواض والشلالات المائية، وفي كل مكان من هذه الجبال العالية.
ويفضل المغاربة أن يطلقوا على “أوكايمدن” لقب “سطح مراكش البارد”، بسبب تساقط الثلوج وما ترسمه من لوحة طبيعية ساحرة، تجعله قبلة للسياح خلال فصل الشتاء، سواء السكان المحليين المغاربة الذين يتوجهون إليه لعيش تجربة فريدة مع أصدقائهم أو أفراد أسرتهم، أو السياح الأجانب الذين يتوافدون إلى المكان للاستمتاع بممارسة الرياضات الشتوية التي تختلف حسب رغبة كل شخص، وأخذ صور لما يحمل المكان من طبيعة خلابة تستدعي توثيق لحظات قد لا تنسى.
يبلغ ارتفاع جبل “أوكايمدن”، التي تعني بالأمازيغية “وادي الرياح الأربعة” 3200 مترًا، ويعتبر هذا المنتجع أعلى محطة للتزلج في شمال أفريقيا، وتعد محطة أوكايمدن للتزلج على الجليد، إضافة الى محطة افران فوق جبال أطلس المتوسط، المحطتين الوحيدتين في المملكة المغربية لممارسة الرياضات الشتوية، وتوفر أوكايمدن للمتزلجين نحو ألف متر من المنحدرات.
وتتوفر محطة “أوكايمدن” على مختلف أدوات التزلج التي تضاهي ما هو موجود في كثير من الدول الغربية، والتي تمكن عشاق التزلج من ممارسة هوايتهم، من ذلك توفّرها على “تيليسييج” أو عربات معلقة بسلك واحد يصل علوها إلى 2300 للتمتع بسحر الطبيعة وبياض الثلج، من إحدى أعلى مناطق شمال أفريقيا، وستة “يليسكي” للأطفال والمبتدئين، فضلاً عن عدد من الفنادق والمطاعم والمنتجعات الجبلية.
و تشكّل أشجار الصنوبر والثلوج المتراكمة فوق أغصانها، فضلا عن نباتات العرعار والبياض يكسوها، وصخوره التي ارتدت الثوب الأبيض، لوحة طبيعية خلابة تأسر قلوب الزوار المحليين والسياح الأجانب الذين يفضلون، على الخصوص، التنزه والصيد واستكشاف النقوش الصخرية، التي يرجع تاريخها إلى حوالي 2100 سنة قبل الميلاد.