مع اقتراب الشهر الفضيل.. مبادرة “أبواب رمضان” تُسابق الزمن لمساعدة أسر أنهكتها الجائحة

مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، تتسارع جمعيات المجتمع المدني والمواطنون على حد سواء، إلى خلق مبادرات مجتمعية لمساعدة الأسر المعوزة والتخفيف من معاناة فئة هشة زادت معاناتها مع تداعيات الأزمة الصحية.

فهذا الشهر المبارك، شهر الجود والكرم، يأتي للسنة الثالثة على التوالي في ظروف استثنائية، مع استمرار معاناة فئة كبيرة من المواطنين من آثار الجائحة التي ما تزال تُلقي بظلالها على العالم.

وهكذا، نشأت مبادرة “أبواب رمضان”، من قبل نسيج جمعوي، ضمنه جمعية (دماء جديدة Les 109) التي تشتغل على تراب مدينة الدار البيضاء. وتشكل هذه المبادرة عملية مواطنة تروم مساعدة الأشخاص والفئات الاجتماعية المتضررة من الوضع المرتبط بانتشار فيروس (كوفيد-19)، خلال هذا الشهر الفضيل.

وفي هذا السياق، أبرز رئيس جمعية (دماء جديدة Les 109)، خضفي محمد رضا، أن “فكرة مبادرة أبواب رمضان جاءت خلال فترة الحجر الصحي، التي تزامنت آنذاك مع شهر رمضان، حيث فقد خلالها الكثير من المواطنين مصادر رزقهم خاصة الأشخاص العاملين بالمقاهي والحمامات، وحراس السيارات، وغيرهم”.

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة تعود للسنة الثالثة على التوالي، من أجل مساعدة الأشخاص المعوزين، والأسر ذات الدخل الضعيف، ولو بالقليل للتخفيف من هموم هاته الفئة من خلال قفة رمضان، خاصة في ظل ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية، وفي وقت ما تزال فيه مجموعة من هذه الفئات تعاني من تداعيات الأزمة الصحية.

وتقوم الجمعية التي تضم مجموعة من الشباب البيضاوي، بالمساهمة وجمع التبرعات، لشراء وتجهيز هذه القفف الرمضانية التي تشمل المواد الغذائية الأساسية، كما تعمل الجمعية، يؤكد السيد خفضي، على خلق شراكات مع بعض المتاجر الكبرى، من أجل اقتناء هذه المواد بأثمنة تفضيلية، بغية التمكن من مساعدة أكبر عدد ممكن من الأسر.

وأبرز أنه بالإضافة إلى مدينة الدار البيضاء، يتم تنظيم “أبواب رمضان” في مجموعة من المدن المغربية، على غرار الصويرة، والمحمدية، ومراكش، والرباط وفاس وأكادير، ووجدة، مشيرا إلى أن كل مدينة تتوفر على جمعية شابة تعد فرعا من الجمعية الأم (مغاربة بصيغة الجمع / Marocains Pluriels).

وأوضح في هذا السياق، أن هذه الجمعيات أصبحت تشتغل بتنسيق في ما بينها في إطار ما يسمى بشبكة “الريزو” (REZ’O)، التي تشكل خلية لتنظيم هذا العمل بشكل مشترك، فعال وذو أثر إيجابي على الصعيد الوطني.

ويتم إطلاق هذه المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “حتى لا يعني الصيام المعاناة من الجوع”، حيث تنشر الجمعيات المشاركة مقاطع فيديو وصور لشرح مبدأ وفكرة المبادرة للمواطنين، ودعوتهم للمشاركة والمساهمة في هذه المبادرة.

وقد بدأت الجمعيات المشاركة في هذه المبادرة تسارع الزمن وتكثف جهودها، من أجل إنجاح هذه النسخة الثالثة من مبادرة “أبواب رمضان”، والمساهمة في إدخال الفرحة وتقليل العبء على مجموعة من الأسر المعوزة.

ومما لا شك فيه، فإن مبادرة “أبواب رمضان”، تعد واحدة من عشرات المبادرات المجتمعية التي يتم تنظيمها خلال هذا الشهر الفضيل والتي تؤكد مما لا يدع للشك سبيلا أن المجتمع المغربي، كان وما يزال رمزا للكرم والجود، خاصة خلال هذا الشهر الفضيل.