بالصور// من يشجع على العشوائية واحتلال الملك العام بمدينة مراكش؟

سوق أزلي وقيسارية مولاي المهدي نموذجا.

تعيش قيسارية مولاي المهدي بسوق أزلي بمقاطعة المنارة بمدينة مراكش، خارج النسيج الحضاري والمعماري للمدينة الحمراء، بعدما تحولت إلى فضاءات مستباحة لاستنباث حنطات وجلسات عشوائية في الهواء الطلق، تحتل الممرات والطرق المخصصة للراجلين والمارة، في تحد سافر لكل القوانين المعمول بها في مجال التعمير والهندسة المعمارية للمدينة الحمراء.


وبحسب ماعاينته الجريدة في جولة مفاجئة بقيسارية مولاي المهدي بسوق ازلي، فقد عمد مجموعة من الفراشة والباعة الجائلين الى احتلال الطريق المتواجدة أمام القيسارية المذكورة، والتي تعتبر المتنفس الوحيد، للزبناء والمارة من داخل السوق وخارجه في اتجاه شارع الحسن الثاني، وبالمقابل انتشرت ظاهرة تعليق الأغطية البلاستيكية السوداء اللون في فضاء المحيط الخارجي القيسارية المذكورة، وذلك لحجب أشعة الشمس على الفراشة في الهواء الطلق، مما شوه المنظر العام للسوق وللواجهة الجمالية القيسارية.


والغريب في الامر، أن بعض الأزقة الفرعية للقيسارية لم تسلم بدورها من الاحتلالات العشوائية والفوضاوية، حيث لجأ العديد من الباعة الجائلين الى احداث دكاكين صغيرة الحجم معلقة على جدران القيسارية، مما أدى إلى حجب آليات اطفاء الحرائق، وعدادات الماء والكهرباء التي يجد مستخدمو واعوان الراديما صعوبة كبيرة في قراءة العدادات ، لفوترة مقادير الاستهلاك الخاصة بالدكاكين التجارية القيسارية المذكورة.


وامام هذه الاوضاع الشاذة، التي حولت قيسارية مولاي المهدي بازلي الى مايشبه سوقا عشوائيا، في غياب ابسط شروط التسوق، بسبب الاحتلالات العشوائية للأزقة والممرات، وما نتجت عن ذلك من اكراهات واختناقات على مستوى المرور، استفسرت الجريدة بعض تجار القيسارية عن موقفهم من هذه الفوضى والعشوائية، حيث صرح بعضهم بالقول بأنهم يعيشون التمرين في ظل هذه الاوضاع العشوائية، والتي اثرت على السير العادي للحركة التجارية بالسوق، رغم كونهم يؤدون واجبات كرائية ورسوما ضريبية، ويشغلون معهم بعض الأيدي العاملة.


وفي نفس السياق، استنكر تاجر اخر، ماوصفه ب”الحياد السلبي للسلطة المحلية بالملحقة الادارية ازلي،”موضحا بأن جمعية قيسارية مولاي المهدي للتجار، والتي تختص في بيع الملابس والمجوهرات، سئمت من رفع شكايات الى قائد المنطقة وباشا المنطقة الحضرية، من اجل التدخل وفرض القانون، من خلال تحرير الشارع العام من الاحتلالات العشوائية والسهر على تنظيم التجار والمهنيين دون جدوى.


واضافت مصادرنا، أن السلطة المحلية عندما تتحرك تقوم بحملات مناسباتية شكلية، دون ان تتدخل بحزم وصرامة من اجل انفاذ القانون وتحرير الملك العمومي من الحنطات العشوائية ومن مختلف الفراشة الذين شوهوا المنظر العام لهذا المرفق التجاري، وتراموا على الملك العام للدولة الذي هو ملك لجميع المواطنين والمواطنات من اجل الاستغلال القانوني المنصوص عليه في القانون المنظم للمهن التجارية وللفضاءات العمومية بالمدينة.