الابتكار المسؤول في سياق الأزمات محور نقاش بمراكش

شكل موضوع “الابتكار المسؤول: الاستجابة للأزمات بشكل أخلاقي ومستدام”، محور الندوة الدولية الثانية حول الابتكار الإداري التي انطلقت أشغالها، أمس الجمعة بمراكش، بمشاركة ثلة من الأكاديميين والمتخصصين والباحثين.

ويهدف هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من مختبر البحث العلمي “الكلمات” التابع لجامعة القاضي عياض، بتعاون مع المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش وجامعة كيبيك والمدرسة العليا للتجارة والتسويق بباريس، إلى إبراز دور الابتكار المسؤول في سياق الأزمات من خلال معالجة تعقيدات الموازنة بين إلحاح العمل واحترام المبادئ الأخلاقية. كما تشكل هذه الندوة فرصة للتفكير الجماعي في كيف يمكن للابتكار أن يصبح آلية قوية لرفع التحديات الرئيسية في هذا العصر، مع المحافظة على القيم الأساسية وضمان مستقبل مستدام للأجيال المقبلة.

وفي كلمة افتتاحية، أشاد مدير الموارد البشرية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الطاهر القور، بهذه المبادرة التي تساهم في تطوير البحث العلمي حول هذا الموضوع المهم، لاسيما في سياق عالمي مليء بالشكوك، مؤكدا أن أخذ البعد المسؤول عن الابتكار في مختلف إجراءات وعمليات الإنتاج والإدارة بعين الاعتبار يعد قضية مهمة في هذا العالم المتغير.

وبعدما أبرز الاهتمام الخاص الذي توليه الوزارة للابتكار في مجمله، أشار المسؤول إلى أن تنظيم هذه الندوة يتماشى مع أهداف المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

من جانبه، قال الأستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض ومنسق الندوة، رشيد الكشرادي، إن هذا اللقاء يأتي في أعقاب توصيات ورشة عمل عقدت في إطار الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي نظمت في أكتوبر الماضي بمراكش، مضيفا أن العالم يعيش على إيقاع الأزمات المتكررة، ومن هنا تأتي ضرورة النظر في هذا المفهوم المثير للاهتمام للغاية.

وتابع السيد الكشرادي أنه من خلال سلسلة من الجلسات العامة وورشات العمل، سيركز المشاركون على هذا الموضوع المهم، لافتا إلى أن المنظمين يدرسون نشر أعمال هذه الندوة.

من جانبه، أكد مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش بالنيابة، طارق زهران، أن الندوة توفر مجموعة من الأنشطة ذات الطابع التعليمي والعلمي لتعزيز مساحة التبادل والنقاش البناء والمسؤول، مع التركيز على أسباب اختيار هذا الموضوع المهم، لاسيما السياق والمفهوم والطريقة والنهج الذي يجب اعتماده ليكون جزء من هذا الابتكار المسؤول.

كما شدد السيد زهران على أن الابتكار المسؤول أصبح “أمرا لا بد منه”، مؤكدا على الدور الذي يتعين أن تضطلع به الجامعات في هذا الصدد.أما نائب عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، صلاح القرطبي، فقد أشار إلى أن هذا الموضوع يندرج في إطار توجهات هذه المؤسسة الجامعية وجامعة القاضي عياض عموما، خاصة في سياق عالمي يتسم بتكرار الأزمات، مما يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين والهشاشة.

وأشار السيد القرطبي إلى أنه في مواجهة هذا الوضع، من المرجح أن يوفر الابتكار المسؤول، نتيجة العمل الجماعي الذي يشمل مختلف الفاعلين، حلولا للمشاكل التي تطرحها هذه الأزمات.

ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم جلسات عامة، تتناول الأولى موضوع “الإبحار نحو مستقبل مستدام في سياق الأزمات: استراتيجيات مبتكرة ذات وقع إيجابي” من تأطير باحثين وأساتذة وخبراء، لتقاسم معارفهم وخبراتهم بهدف تقديم تجربة تعليمية غنية ومتنوعة.

واتخذت الجلسة العامة الثانية شكل ورشة منظمة بشكل مشترك بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومختبر البحث العلمي “الكلمات” حول موضوع “حكامة المسؤولية الاجتماعية للجامعة في المغرب: رهان الابتكار التنظيمي”، بمشاركة أربع جامعات مغربية وهي جامعة ابن طفيل، وجامعة عبد المالك السعدي، وجامعة محمد الخامس، وجامعة القاضي عياض.

واختتم اليوم الأول من الندوة بتنظيم ثماني ورشات موضوعاتية موازية لمناقشة مواضيع مقترحة من قبل الباحثين والممارسين.

أما الجلسة العامة الثالثة، فسيتم تنظيمها يوم السبت حول موضوع “إرساء ثقافة الابتكار المسؤول: رؤى متقاطعة”، على أن تليها ورشة دكتوراه حول موضوع “أخلاقيات البحث العلمي والابتكار المسؤول”، بمشاركة خبراء وباحثين من مستوى عال.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*