حزب الاستقلال بمراكش.. “المكسي بديال الناس عريان”

عندما تطرقنا لموضوع مقاطعة المدينة لاحظنا أنه أثار نقاشا كبيرا ، فكان هناك بعض الانتقاد و بالمقابل كان إتفاق أكبر مع تحليلنا ، ولكن رغبتنا من خلال إثارة النقاش ليس إلقاء الورود على أحد أو زرع الشوك في طريق أحد ، كما أن رأينا غير ملزم .. لكن نسعى إلى تكريس سياسة جديدة ترتكز على تحليل سياسات الشأن المحلي أو العام دون تجريح في أحد أو تزلفا لأحد.


إن التحليل السياسي لقضايا الشأن المحلي يقتضي الدراسة الموضوعية و التريث قبل إعطاء الرأي أو إنزال الحكم، وهذا لا يتم إلا بعملية إستقصائية بعيدة عن العاطفة والميولات السياسية .


الكل يجمع أن حزب الاستقلال من الأحزاب الوطنية العريقة، ينبض تاريخه نضالا ومواقفا سياسية مرسخة بمداد الفخر والاعتزاز ، وما ميز دائما حزب الاستقلال عن باقي الأحزاب السياسية المغربية الأخرى هي مدرسته الاستقلالية التي أنجبت سياسيين كبار ومفكرين عظام مما مكن الحزب من مكانة خاصة داخل المشهد السياسي المغربي ، إلا أن حزب الاستقلال في العشرية الأخيرة أصبح ينهج منهاج أحزاب الدكاكين الانتخابية في كثير من اختيارات مرشحيه ضاربا عرض الحائط تريخه السياسي والنضالي و الأفكار التي انبنى عليها وبالمقابل مهملا أبناء مدرسته الاستقلالية ، وهنا سأتحدث عن مدينة مراكش ويمكن إسقاط الكلام على عمالة مراكش بالمجمل .


إن المتمعن في اللوائح الانتخابية لحزب الاستقلال بالمقاطعات الخمس لمدينة مراكش لانتخابات سنة 2021 يظهر له جليا هبوط مناطيد مختلفة الألوان قادمة من مسارات و إيديولوجيات متباعدة التفكير قاسمهم المشترك هو إرتداء اللون السياسي لحزب الاستقلال و إعتلاء مقدمة اللوائح لكسب مقاعد بجماعة مراكش تمكنهم من مناصب المسؤولية داخل مكتب جماعة مراكش ، وهذا ما تم بالفعل فقد تمكن حزب الاستقلال من نيل 11 مقعدا مكنه من دخول مفاوضات مريحة في إطار التحالف الثلاثي الذي يربطه بحزب الأصالة و المعاصرة و حزب الأحرار ولكن دون الحصول على رئاسة أية مقاطعة ، مما طرح عدة تساؤلات كبيرة حينئذ عن الطريقة التي أديرت بها تلك المفاوضات …
بعد مرور ثلاث سنوات على انتخابات 2021 لاحظنا في هذه المدة تجادبات وصارعات كثيرة داخل البيت الاستقلالي بين أبناء البيت و الضيوف الوافدين عليه ، أحدثت شروخا كبيرا في جدرانه و كأنها زلزال الحوز مما أفقد البيت الاستقلالي توازنه ، وكما يقول المثل (زيارة النبي 3 أيام ) وفي السياسة 3 سنوات ، فالضيوف بعد بعد مرور 3 سنوات بدؤوا في جمع مناضليهم و إركابهم في مناطيد جديدة سيهبطون على متنها بألوان سياسية اخرى في الانتخابات المقبلة.


هنا سؤال يطرح نفسه بشدة ، هل سينتظر حزب استقلال حتى الانتخابات القادمة لينظر إلى السماء مترجيا هبوط مناطيد جديدة ، أم أنه سيبدأ الاشتغال من الآن لتحضير مرشحين شرعيين من داخل المدرسة الاستقلالية .

إرتأينا عدم ذكر الأسماء و التفصيل أكثر في الموضوع احتراما لمناضلي حزب الاستقلال الذي نكن لهم الاحترام ، كما لا نريد إحراج الإخوة السياسيين الذين لهم كامل الحق في التواجد في أي حزب يروا فيه طموحهم السياسي ، وأكيد أن حزب الاستقلال سيبقى كبيرا بتاريخه وحاضره ، و كما هو معلوم فالحقيقة نسبية وليست مطلقة ، فقد توافقنا الرأي و قد تخالفنا إياه ، ويبقى هذا مجرد تحليل سياسي للشأن المحلي قد نصيب فيه وقد نخطئ.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*