مجلس مقاطعة المنارة الإخوة .. الأعداء

إرتأينا في هذا التحليل  أن نتطرق إلى مجلس مقاطعة المنارة بمجمله ولا نقتصر في الحديث على رئيس المقاطعة السيد عبد الواحد الشفقي فقط ، وهذا ليس اختيارا اعتباطيا بقدر ما فرضته علينا عدة عوامل أبرزها تشكيلة مجلس المقاطعة التي جمعت في ثناياها بين السياسي المخضرم و السياسي المفعم بروح النضال ، مما جعل طريقة تسيير مقاطعة المنارة تكون مختلفة عن باقي المقاطعات الأخرى ، وقد نقول لو أن السيد عبد الواحد الشفقي لا يتصف بصفة المنصت و المتفهم لسمعنا صراخ المعارضة من قمة توبقال الجبلية ، فالمتتبع الخاص لشؤون مقاطعة المنارة يعرف جيدا كيف بدأت الخلافات و الضرب من تحت الحزام في المرحلة الأولى من التسيير وكيف تمت معالجتها من خلال توافقات بين الفرق الحزبية المشكلة لمجلس المقاطعة وهذه نقطة يتميز بها مجلس مقاطعة المنارة و درس بليغ من ناحية التدبير الحزبي لمجالس المقاطعات ، حيث باقي المقاطعات تغلب عليها الصفة الشخصية لكل شخص بدل الصفة الحزبية .


لاشك أن الكل يعي جيدا أن مقاطعة المنارة لها مساحة كبيرة جدا و مترامية الأطراف مما يجعل متطلبات ساكنتها تفوق ميزانية المقاطعة وهذا ما يطرح مشاكل جمة من ناحية تدبير الميزانية السنوية ، وقد فطن المشرع لهذا الأمر حيث تم إصدار دراسات تقييمية لعمل مجالس المقاطعات وخلص فيه إلى الأثر المحدود لتدخلها و الذي يستدعي النظر في دورها وصلاحياتها لضمان تدبير قرب فعال وناجع ، خاصة في ما يخص المقاطعات التي يفوق عدد سكانها 500 ألف نسمة ، و إن هذه الدراسات يجب أخذها في عين الحسبان قبل تقييم عمل مجلس مقاطعة المنارة ، لهذا نقول أنها نجحت إلى حد كبير في الوصول إلى ملئ الخصاص و تقليص الفوارق لتقديم خدمات جيدة  ، وقد ساعد على هذا عامل رئيس وهو التواصل المستمر و الفعال ( مع المواطنين و الفعاليات المدنية ) لمعظم أعضاء مجلس المقاطعة نساءها ورجالها وفي مقدمتهم رئيس مجلس المقاطعة ، وهذا هو الدور الذي وجد من أجله السياسي .


إذا كنا تحدثنا على رزانة و حكمة أعضاء مجلس مقاطعة المنارة و الذي خول المقاطعة مكانة بارزة على مستوى التسيير على صعيد مدينة مراكش إلا أننا نجد في المقابل نقصا نوعيا في الموظفين العاملين بالمصالح التقنية للمقاطعة وكفائتها ، وهذا ما طرح عدة إشكاليات .. ، لهذا وجب على السيد رئيس المقاطعة مراسلة جماعة مراكش لسد هذا الخصاص وتعويض النقص ، لأنه على الرغم من تنصيص المادة 238 من القانون التنظيمي على أن رئيس المقاطعة يتولى تدبير المسار المهني للموارد البشرية العاملة بالمقاطعات، فإن اتخاذ التدابير الفردية المتعلقة بتعيين وإلغاء تعيين موظفي وأعوان الجماعة بالمقاطعات يبقى من اختصاص رئيس الجماعة طبقا للمادة 256 من نفس القانون التنظيمي .


إننا في العنوان الرئيس للموضوع وصفنا أعضاء مجلس المقاطعة بالإخوة ونأكد على ذلك ونتمنى أن تدوم هذه الأخوة ولا تنقلب إلى عداوة فارغة لأن هذه الأخوة منبثقة من صداقات تفوق كل الاعتبارات السياسية كيفما كان نوعها ، هذا نقوله لأن المنافسة الانتخابية ( التي تتلبسها شياطين الإنس و الجن ) بدأت قبل موعدها الحقيقي وقد تعكر بعض الشيء صفوة العلاقات التي يجب أن تستمر رغم كل شيء لأن في استمرارها استمرارية مصالح الساكنة ، وحسب قراءتنا للخريطة السياسية لمقاطعة المنارة (إذا لم يكن شيء استثنائي ) فنفس أعضاء المجلس سيشكلون المجلس القادم بتغييرات طفيفة .


إذا كنا قد أنصفنا السيد محمد نكيل رئيس مجلس مقاطعة سيدي يوسف بن علي في حديثنا عنه دون مجاملة أو محاباة ( وقد توافق مع الموضوع الجميع إلا من يرى كل شيء برؤية سوداوية  لتعصب حزبي أو لغاية في نفس يعقوب تضح في رسم صورة قاتمة على مدينة مراكش وكأننا في دير الزور ، نعم قد توجد أخطاء و قد يوجد تقصير والذي يشتغل يخطئ وهناك مؤسسات دستورية تقوم بعملية الفحص و التدقيق و المراقبة القبلية و البعدية .. ) ، فإننا هنا سنتحدث عن أسباب نجاح السيد عبد الواحد الشفقي كبرلماني لدائرة المنارة و رئيسا لمجلس مقاطعة المنارة ، وسنجمل ذلك في 5 نقط رئيسة :
1-إشراكه أعضاء مجلس المقاطعة في الشؤون التسييرية .
2-إنسجامه مع الرؤية التسييرية لعمدة مراكش السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري .
3-ترسيخه لسياسة القرب مع المواطنين بصفة مباشرة ومستمرة .
4-تواصله مع الجمعيات المدنية بتنوعها دون الاعتماد على المقاربة السياسية الخاطئة التي تنبني على هذا من شيعتي وهذا من عدوي ..
5-انتقاله إلى العمل المستمر و الممنهج منذ خسارته في انتخابات 2011 البرلمانية ..
إن هذه الأمور التي ذكرنا استطاع بها السيد عبد الواحد الشفقي مع مجلسه أن يغطي على تجربة حزب العدالة والتنمية السابقة في تسييره لمقاطعة المنارة .

وسنتطرق في موضوع آخر ( بعد موضوع مقاطعة جليز) على أسباب نجاح حزب التجمع الوطني للأحرار في انتخابات 2021 بمراكش ، وسنكشف عن طريقته العلمية التي بنى عليها حملته الانتخابية .
وكما نقول دائما قد توافقنا الرأي و قد تختلف معنا فيه ، كما نتقبل النقد وهذا لن يفسد للود قضية ، مع احترامنا للجميع.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*