شرطي يُنهي حياته بمسدسه داخل سيارته المحتجزة بالمحجز البلدي.

أفادت مصادر إعلامية محلية، أن حادثة مروعة هزت العاصمة الرباط اليوم الخميس، بعد إقدام شرطي شاب على إنهاء حياته بطريقة مأساوية باستخدام سلاحه الوظيفي داخل سيارته التي كانت مودعة في محجز السيارات بمنطقة يعقوب المنصور. حسب المعلومات المتاحة، حيث تم حجز سيارة الشرطي قبل يومين من أكتوبر الجاري بسبب مخالفة معينة، وتم إيداعها في المحجز كجزء من الإجراءات القانونية المتبعة.

وتعود تفاصيل الحادث حين توجه الشرطي إلى محجز السيارات، صباح اليوم، حينما دخل سيارته المحتجزة واستعمل سلاحه الوظيفي لإنهاء حياته. هذه الحادثة المؤلمة تركت صدمة عميقة بين زملائه في سلك الشرطة وكذلك بين أقاربه، حيث يُعتبر انتحار رجال الأمن من الأحداث النادرة التي تثير القلق بشأن الضغوط التي قد يواجهها العاملون في هذا المجال الحساس.

وبحسب معطيات توصلت بها “جامع الفنا بريس”، فإن الشرطي كان يعيش تحت صدمة أثرت على وضعه النفسي إثر حادثة سير بسيارته المحتجزة حاليا بسبب عدم توفره على التأمين الخاص بالسيارة اثناء وقوع الحادثة، الشيء الذي أصبح يشكل تهديدا حقيقيا لعمله الذي حصل حديثا خصوصا بعدما تلقى توبيخا من مسؤولي إدارة الأمن. الشيء الذي دفعه لاتخاذ هذا القرار المأساوي.

هذه الحادثة تُعيد إلى الواجهة التساؤلات حول الاهتمام بالصحة النفسية للعاملين في سلك الأمن، ومدى توفر الدعم النفسي والاجتماعي لهم في مواجهة التحديات اليومية. فمهنة الشرطة تتطلب مستوى عاليًا من التحمل النفسي والبدني، مما يجعل العناية بالجوانب النفسية أمرًا بالغ الأهمية لتجنب مثل هذه المآسي.

من جهة أخرى، أشارت بعض الأصوات إلى أهمية توسيع نطاق برامج التوعية بالصحة النفسية في المؤسسات الأمنية، بالإضافة إلى تعزيز إمكانيات الوصول إلى خدمات الدعم النفسي والاستشاري، لتجنب حدوث مثل هذه الحوادث المؤلمة في المستقبل.

الحادثة أثارت حالة من الحزن والقلق لدى سكان الرباط، خاصة أنها وقعت في مكان عام مثل محجز السيارات، مما يجعلها أكثر تأثيرًا في نفوس المواطنين. وقد أبدى العديد من المواطنين تعاطفهم مع أسرة الشرطي وزملائه، معبرين عن أملهم في أن تُتخذ خطوات جادة لدعم العاملين في سلك الأمن نفسيًا ومهنيًا.

في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع نتائج التحقيقات الرسمية، تبقى هذه الحادثة تذكيرًا مؤلمًا بأهمية الاعتناء بالصحة النفسية لرجال الأمن، والعمل على توفير بيئة عمل أكثر دعمًا وتفهمًا للتحديات النفسية التي قد يواجهونها.