صناع التفاهة على مواقع التواصل الاجتماعي.. إلى أين يتجه المجتمع؟

 

هل يعقل أن يصبح الشعب المغربي، الذي عُرف بتاريخه وثقافته العريقة، يتابع “روتيني اليومي” والتافهين الذين يسمون أنفسهم صناع محتوى؟ في الحقيقة، هؤلاء ليسوا صناع محتوى، بل هم صناع تفاهة، يقدمون فراغًا عقليًا لا معنى له. أين القيمة؟ أين الرسالة؟ لا شيء سوى استعراض يوميات سطحية لا تضيف شيئًا لمتابعيها، ولكنها تستهلك أوقاتهم وتؤثر في عقول الشباب.

مواقع التواصل الاجتماعي: فضاء للغش والتضليل

كم من شخص تم النصب عليه في مواقع التواصل الاجتماعي؟ كم من شخص يطلب ويستجدي المساعدة على “تيك توك” ليلاً ونهاراً، يدعي أنه بحاجة ماسة للدعم، ويستغل كرم الناس ليجمع التبرعات، ولكنه في الحقيقة يضحك على المغاربة ويستفيد من عاطفتهم؟ أصبح “تيك توك” مرتعًا للتسول الإلكتروني والاحتيال، حيث يجد بعض الأفراد في ذلك فرصة لجني أموال طائلة دون تقديم أي قيمة.

المحتوى الراقص: بين الترفيه والانحدار

كما أصبح “تيك توك” منصة لبعض الفتيات اللاتي يرقصن على أنغام موسيقى فارغة، ليدخلن من وراء ذلك أموالاً طائلة. المؤلم في الأمر هو أن هؤلاء الأشخاص لا يقدمون سوى استعراضات تافهة، ولكنهم يحققون شهرة ومكاسب مالية ضخمة. حتى أن بعض المطلقات أو الأشخاص ذوي السمعة السيئة يجرؤون على إعطاء نصائح عن الزواج والطلاق والعلاقات العاطفية، وكأنهم أصبحوا خبراء في هذه المجالات.

الرقص والمسابقات التافهة: إلى أين يتجه الجيل الجديد؟

ليس هذا فحسب، بل نجد أن هناك من يرقص ويستعرض زوجته أمام العامة وكأنهم في مسابقة للفت الأنظار. مسابقات لا تحمل سوى التفاهة والمضمون السطحي. أين نحن ذاهبون؟ جيل جديد ينغمس في هذه السطحية، يتأثر بمثل هذه التفاهات وينجرف نحو الهاوية. إن لم يكن هناك تدخل عاجل من السلطات لوضع حد لهذه المهزلة، فقد نجد أنفسنا أمام جيل ضائع ومجتمع تائه.

التجارة والاحتيال: مواقع التواصل كأداة للغش

بالإضافة إلى ذلك، كم من شخص نصب عليه في شراء سلع وهمية أو هواتف قديمة عبر هذه المنصات؟ عمليات الاحتيال لا تقتصر على المنتجات فقط، بل أيضًا على وعود وهمية بعقود عمل مغرية، وتسويق هرمي مشبوه، وتداول مالي يعد الناس بالثراء السريع، وكلها أوهام يتم الترويج لها لجذب الضحايا. حتى “الدورات التدريبية” التي تُباع بأسعار باهظة لا قيمة فعلية لها، سوى أنها وسيلة للاستغلال.

النداء الأخير: حماية المجتمع من التفاهة

إن الوضع الحالي يستدعي تدخلًا صارمًا من السلطات المختصة لوقف هذا الانحدار الخطير في محتوى مواقع التواصل الاجتماعي. يجب أن يتم وضع ضوابط صارمة لحماية الناس من الاحتيال، ولتوجيه الجيل الجديد نحو محتوى أكثر قيمة وفائدة. الوقت لا يزال متاحًا للتدخل، ولكن إذا تأخرنا، فقد يفوت الأوان.

بقلم : بدر شاشا

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*