في اتصال بالجريدة استنكر فاعلون جمعويون بالمدينة العتيقة قيام مديرية الأوقاف بمراكش بداية الأسبوع الجاري بكراء مرحاض عمومي متواجد بدرب الحاج عمر “حارة الصورة” بالقرب من مسجد ابن يوسف احد المدارات السياحية بالمدينة العتيقة.
واكدت مصادر للجريدة، ان المرحاض المذكور المتواجد بحارة الصورة تم كراؤه لمستثمر اجنبي يتوفر على رياض بجواره بقيمة كرائية حوالي 2000 درهم شهريا بالإضافة الى مبلغ مالي آخر مهم بهدف توسيع مشروعه الاستثماري.
جاء ذلك بالتزامن مع الرواج السياحي الملفت الذي تعرفه مراكش في الفترة الحالية، والاستعدادات التي تتهيأ لها المدينة الحمراء لاستقبال ضيوف حدثين تارخيين رياضيين عظيمين: كأس إفريقيا للأمم ونهائيات كأس العالم 2030، وبالرغم من استنكارات سابقة لجمعويين وفاعلين سياحيين لخلو بعض المناطق الحيوية بالمدينة من المرافق الصحية. فيما اعتبر فاعلون أن لهذا الأمر قيمة كبيرة بأن يثار نظرا للأولوية الكبرى التي توليها الدولة المغربية رسميا لمراكش، وللقطاع السياحي خصوصا في السنوات الأخيرة.
وفي اتصال بمسؤول رفيع بالمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لمراكش، نفى لجريدة “جامع الفنا بريس” جملة وتفصيلا قيام مديرية الأوقاف بتويتر أو كراء المرحاض المذكور، وأن لاعلم له بهذا الموضوع.
ويواصل مشكل نقص المراحيض في انتشار ظاهرة التبول على أسوار المآثر التاريخية التي تعج بها مدينة مراكش، مما يسبب تدهورًا في حالة هذه المعالم الثقافية القيمة التي تعد جزءًا من التراث الثقافي للمدينة، تتعرض لتأثيرات سلبية جراء هذا السلوك ، مما يشوه المنظر العام ويقلل من جاذبية المدينة السياحية، ويضع ضغطًا إضافيًا على صورة مراكش كأجمل وجهة سياحية في العالم.
فالمدينة التي تعبر عن تاريخها العريق وجمالها من خلال معالمها الأثرية تجد نفسها في موقف غير ملائم بسبب نقص المرافق الصحية، هذا الوضع يبعث برسالة سلبية للسياح، الذين قد ينظرون إلى المدينة باعتبارها غير مهيأة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
ورغم الوعود المتكررة من قبل مجلس المدينة بإطلاق مشاريع جديدة لتحسين الوضعية، إلا أن تعثر ورش بناء مراحيض عمومية حديثة وعملية يثير الكثير من التساؤلات حول جدية المجلس في الالتزام بتعهداته وتوفير مرافق تليق بمكانة المدينة السياحية، خصوصا وأن تعثر هذه المشاريع لا يعكس فقط سوء التخطيط أو نقص التمويل، بل يشير أيضًا إلى عدم إعطاء الأولوية الكافية لاحتياجات المواطنين الأساسية.
Be the first to comment