إلى كل الأساتذة والمعلمين في المغرب.. لا تكن سبباً في دمار التلاميذ

بقلم: بدر شاشا 

التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكن أن يغير مصير الأفراد والمجتمعات. ومن خلاله، تُصقل شخصيات التلاميذ وتُبنى مستقبلاتهم. لكن من أجل أن يحقق هذا التعليم أهدافه، لابد أن يكون المعلم أكثر من مجرد ناقل للمعلومة. يجب أن يكون مُرشدًا، مُحفزًا، ومُقدرًا للظروف التي يمر بها تلاميذه.إلى كل أستاذ وأستاذة في مدارس المغرب، لا تجرؤوا على طرد تلميذ جاء متأخرًا أو لم يُحضر ورقة غيابه.

لا تظنوا أن هذا التصرف سيُسهم في تحسين أدائه الدراسي أو سلوكه. قد تكون هناك أسباب خارجة عن إرادة التلميذ أدت إلى تأخره أو غيابه. من الصعب أن نحدد دائمًا ما الذي يمر به الطفل في بيته. قد يكون لديه مشاكل عائلية، أو ضغوطات نفسية، أو حتى ظروف مادية صعبة تجعله غير قادر على حضور الدروس في الوقت المحدد.

أحيانًا يكون سبب تأخر التلميذ أو غيابه ليس ناتجًا عن إهماله أو عدم اهتمامه بالدراسة، بل بسبب عوامل لا يمكنه التحكم فيها. وتلك العوامل قد تتنوع ما بين ضغوطات أسرية، مشاكل مادية، أو حتى تدهور الحالة النفسية.

إن رفض المعلم لتفهم هذه الظروف وفرض العقوبات بدلاً من تقديم الدعم والتوجيه قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، ويزيد من تدهور الحالة النفسية للتلميذ ويقوده إلى الابتعاد عن المدرسة أو حتى التسرب منها.

إن المدرسة العمومية هي المكان الذي ينبغي أن يشعر فيه جميع التلاميذ بالقبول والدعم، بغض النظر عن ظروفهم العائلية أو الاجتماعية. التلميذ الذي يعاني في بيته يجب أن يجد في معلمه أو أستاذه شخصًا يقدم له يد العون لا أن يزيد من معاناته. التعليم ليس مجرد دروس نظرية، بل هو فرصة لتربية شخصية قوية وملتزمة.

أولياء الأمور في المغرب يتمنون أن يروا أبناءهم يتعلمون ويتطورون في بيئة تعليمية صحية وآمنة. ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق إذا كان المعلمون يرفضون قبول التلاميذ الذين لا يتناسب سلوكهم مع المعايير التي وضعوها بأنفسهم. فكل تلميذ هو حالة خاصة وله ظروفه التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ أي قرارات. إلى جميع الأساتذة والمعلمين، تذكروا أنكم لستم فقط مُعلمين لمواد دراسية، بل أنتم أيضًا مرشدون وموجهون وملهمون. دوركم أكبر من مجرد تعليم المواد، بل هو في مساعدة التلميذ على تخطي صعوباته ومساعدته على التفوق في حياته العلمية والعملية. فالتلميذ الذي يشعر بالحب والدعم من معلمه هو تلميذ سيبذل كل جهد من أجل النجاح.

لا تكن سببًا في تدمير حلم طفل. قد تكون أنت السبب في فتح آفاق جديدة له ليحلم بمستقبل أفضل، فكن دائمًا الأمل الذي يساعده على تخطي التحديات، ولا تكن العائق الذي يقف أمام تطوره.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*