
شهدت مدينة مراكش، صباح يوم الأحد 26 يناير الجاري، تنظيم النسخة الـ35 من ماراثون مراكش الدولي، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الرياضية في القارة الإفريقية، بمشاركة حوالي 10,000 عداء من المغرب وخارجه. ورغم الزخم الكبير الذي يحظى به الحدث، طغت مشاكل تنظيمية عديدة على المشهد، أثارت استياء المشاركين والسكان المحليين على حد سواء.

وتجددت الانتقادات حول غياب التحضير الجيد لهذا الماراثون، حيث لم يتم توفير مراحيض متنقلة كافية على طول مسار السباق أو في نقاط الانطلاق والوصول. هذا النقص دفع العديد من المشاركين إلى اللجوء لحلول بديلة وغير لائقة، وهو مشهد أضر بصورة المدينة وسمعة الحدث. والمفارقة أن رسوم المشاركة بلغت 250 درهم، ما اعتبره الكثيرون مبلغا غير متناسب مع الخدمات المقدمة.

الماراثون، الذي يُفترض أن يكون واجهة رياضية وسياحية مشرقة للمدينة، تحول إلى مصدر إحراج بسبب سوء التنظيم ، وعدم توفير المرافق الأساسية يؤثر سلبا على تجربة المشاركين، خاصة العدائين الدوليين الذين يبحثون عن أجواء احترافية. هذه التجارب غير المرضية تهدد الإقبال المستقبلي على الحدث، ما قد ينعكس على سمعة مراكش كوجهة رياضية عالمية.

إضافة إلى مشاكل التنظيم الداخلي، تسببت السباقات في شلل مروري كبير في المدينة الحمراء، خاصة بعد إغلاق الشوارع الرئيسية حيث اثار الوضع استياء السكان المحليين والسياح الذين وجدوا أنفسهم عالقين في اختناقات مرورية أربكت تنقلاتهم وأساءت إلى الصورة السياحية للمدينة.
ورغم استمرار الماراثون لسنوات طويلة، لم تبادر الجهات المنظمة والمؤسسات الداعمة إلى معالجة المشاكل المزمنة المصاحبة له مثل إنشاء مضمار خاص بهذا السباق خارج المدار الحضري، مزود بكافة المرافق والخدمات، وهو خيار عملي لتجنب الآثار السلبية على المدينة وسكانها.
وتظل مراكش مدينة ذات تاريخ عريق وجاذبية عالمية، إلا أن مثل هذه الفعاليات تستوجب تنظيما احترافيا يعكس مكانة المدينة ويستجيب لتطلعات المشاركين. فالأنشطة الدولية تُراقب على نطاق واسع، وأي تقصير في تنظيمها يضر بسمعة البلد أمام العالم.
ماراثون مراكش الدولي لا يجب أن يبقى مجرد سباق، بل فرصة لتعزيز صورة المدينة كوجهة رياضية وسياحية عالمية. ولتحقيق ذلك، يجب استثمار الجهود في تحسين التنظيم وضمان راحة المشاركين، بما يليق بمكانة مراكش على الخريطة الدولية.
Be the first to comment