
في ظل أرقام صادمة كشفت عنها مصادر مطلعة، تواجه المملكة أزمة حادة في توفير الأغنام الصالحة للذبح خلال عيد الأضحى المقبل، مما يهدد بإلغاء شعيرة الأضحية لهذا العام. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأكباش الصالحة للذبح لن يتجاوز مليون رأس، في حين أن الطلب المتوقع يقارب 4 ملايين رأس، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم، قد يتجاوز 250 درهماً للكيلوغرام بعد العيد.
وبحسب معطيات صادرة عن مصادر متطابقة، فإن حجم القطيع الحالي من الأغنام يبلغ حوالي 13 مليون رأس، إلا أن هذا العدد مرشح للتناقص خلال الأشهر الأربعة المقبلة ليصل إلى ما بين 900 ألف ومليون رأس فقط. ويعود هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها ارتفاع تكاليف التربية ونقص الأعلاف، بالإضافة إلى الخروقات التي تعاني منها عملية إحصاء الأغنام، حيث يبالغ بعض الكسابة في تقدير الأعداد المتوفرة لديهم بهدف الاستفادة من الدعم الحكومي.
وفي ظل هذا النقص الحاد، يتوقع أن تشهد أسعار اللحوم ارتفاعا كبيرا، خاصة مع تهافت المطاعم والفنادق على شراء الأغنام لإعداد ولائم العيد. وقد بدأت بوادر هذه الأزمة تظهر بالفعل، حيث يعيش وسطاء وتجار الأغنام حالة من الرعب بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، وهو ما ينعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة الفئات ذات الدخل المحدود.
كما أشارت مصادر “الصباح” إلى أن بعض التجار قد قاموا بتخزين مئات الآلاف من الأغنام استعدادا لبيعها بأسعار مرتفعة خلال فترة العيد، مما يزيد من تفاقم الأزمة. كما عبر العديد من المواطنين عن قلقهم من عدم قدرتهم على شراء الأضحية هذا العام، خاصة مع توقعات بارتفاع أسعار اللحوم إلى مستويات قياسية.
من جهة أخرى، كشف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “لونصا” عن وجود خروقات في تطبيق الشروط الصحية المتعلقة بذبح الأغنام. وأوضحت المصادر أن هذه الشروط لا يتم تطبيقها إلا في المجازر البلدية التي تخضع للرقابة بشكل دائم، في حين يتم تجاهلها في أماكن أخرى، مما يزيد من مخاطر تدهور جودة اللحوم المتوفرة في السوق.
وفي ظل هذه الأوضاع، بدأت أصوات تتعالى تدعو إلى إعادة النظر في إمكانية إلغاء شعيرة الأضحية هذا العام، خاصة مع الأرقام المخيفة التي تشير إلى نقص حاد في عدد الأغنام الصالحة للذبح. وتأتي هذه الدعوات في وقت يعاني فيه العديد من المواطنين من صعوبات اقتصادية، مما يجعل توفير الأضحية أمراً شبه مستحيل بالنسبة للكثيرين.
وفي مواجهة هذه الأزمة، ينتظر المواطنون إجراءات عاجلة من قبل السلطات لتخفيف حدة الأزمة وضمان توفير اللحوم بأسعار معقولة. ومن بين الحلول المقترحة تشديد الرقابة على عملية إحصاء الأغنام، ومكافحة الاحتكار، وتوفير دعم إضافي للكسابة لزيادة أعداد القطيع في المستقبل.
Be the first to comment