
في تطور جديد لقضية كازينو السعدي، تواصل الشرطة القضائية تنفيذ الأحكام الجنائية الصادرة في هذا الملف، حيث تم توقيف عدد من المتورطين، من بينهم محمد نكيل، رئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي، وعمر أيت عيان بسيدي بوزيد، إضافة إلى الحسن أمردو بمراكش، ليصل عدد المعتقلين إلى سبعة، في حين لا يزال المتهم عبد الرحمن العرابي في حالة فرار.
وفي سياق متصل، أحال وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش الملف على الفرقة الجهوية للشرطة القضائية، للشروع في إجراءات الاشتباه في غسل الأموال ضد المتهمين، وهو ما قد يستدعي فرض العقل على أموالهم وممتلكاتهم ذات الصلة بالقضية.
وسط هذه التطورات، يتساءل الرأي العام المراكشي عن عدم تنصيب المجلس الجماعي للمدينة كطرف مدني في هذه القضية، للمطالبة باسترجاع الأموال المنهوبة والتعويض عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بأملاك المدينة نتيجة هذه الجرائم المالية.
وتتعالى الأصوات مطالبة عمدة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري بتقديم توضيحات بشأن هذا القرار، خصوصًا أن حجم الأموال المبددة يقدر بنحو 65 مليار سنتيم.
وتعود تفاصيل القضية إلى تفويت عقار استراتيجي في الحي الشتوي، تبلغ مساحته 10,000 متر مربع، إلى شركة خاصة بثمن 600 درهم للمتر المربع، بينما تم تفويت المنشآت المشيدة فوقه بثمن 1,100 درهم للمتر المربع، رغم أن تقارير المفتشية العامة لوزارة الداخلية قدرت قيمته الحقيقية بـ 20,000 درهم للمتر المربع.
وقد كان هذا العقار مخصصا للعودة إلى ملكية بلدية مراكش سنة 2005، بعد انتهاء عقد كراء طويل الأمد بدأ سنة 1930. إلا أن المجلس الجماعي لمراكش، برئاسة عبد اللطيف أبدوح آنذاك، عمد إلى تفويته قبل انتهاء العقد، مستغلا لجنة تقويم شكلية لتحديد الثمن، وسط اتهامات بتوزيع مليار سنتيم كرشاوى بين المستشارين المتورطين.
ورغم جسامة الخسائر المالية التي تكبدتها مراكش، لم يسعَ المجلس الجماعي في عهد العمدة فاطمة الزهراء المنصوري، خلال ولايتها السابقة، إلى تنصيب نفسه كطرف مدني، وهو ما يثير شبهات حول تقاعسه في حماية المال العام.
وباعتبار أن الأموال المختلسة هي أموال عمومية محمية قانونيًا، فإن التخلي عن المطالبة بها قد يرقى إلى مستوى التبديد المتعمد للمال العام، مما يستوجب المساءلة والمحاسبة القانونية.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستتخذ العمدة المنصوري إجراءات لاسترجاع أموال المراكشيين المنهوبة، أم ستظل القضية مفتوحة على المزيد من الجدل والاتهامات؟
Be the first to comment