
سعيد المرابط
في خطوة أمنية غير مسبوقة، فرضت السلطات المغربية طوقا أمنيا مشددا على محيط مدينة الفنيدق ومنطقة بليونش، وذلك في ليلة عيد الفطر، بهدف إحباط محاولات تسلل المهاجرين غير النظاميين إلى مدينة سبتة المحتلة.

وشهدت المنطقة إنزالا أمنيا كبيرا، في إطار جهود استباقية للتصدي للهجرة غير الشرعية التي تشهد تصاعدًا خلال هذه الفترات.
وبحسب مصادر محلية، جرى نشر أعداد كبيرة من عناصر القوات المساعدة والدرك الملكي والأمن الوطني، مدعومين بآليات مراقبة حديثة، بما في ذلك طائرات مسيرة وكاميرات حرارية.

وتمركزت هذه القوات في النقاط الحدودية والمسالك التي تُستخدم عادةً في عمليات التسلل، لضمان السيطرة الكاملة على الوضع.
وأسفرت هذه التدابير الأمنية عن إحباط عدة محاولات من قبل مهاجرين ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا يعتزمون اجتياز الحدود بشكل غير قانوني نحو سبتة.
ويُرجَّح أن تكون هذه المحاولات جزءًا من موجة أكبر استغلت أجواء الاحتفال بعيد الفطر، حيث غالبًا ما تشهد هذه المناسبات زيادة في عمليات الهجرة غير النظامية نظرًا لانشغال السلطات والمواطنين بالاحتفالات.
يأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية أوسع تنتهجها السلطات المغربية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بالتنسيق مع نظيرتها الإسبانية.
وتعكس هذه الإجراءات التزام المغرب بمسؤوليته في الحد من تدفقات المهاجرين غير النظاميين، خصوصًا في ظل الضغوط الأوروبية المتزايدة لضبط الحدود.
ورغم هذه الجهود، لا تزال ظاهرة الهجرة غير النظامية تشكل تحديًا كبيرًا، إذ يحاول المهاجرون باستمرار إيجاد طرق جديدة لاجتياز الحدود، سواء عبر البحر باستخدام قوارب مطاطية، أو برًا من خلال المسالك الجبلية الوعرة.
ويدفع هؤلاء المهاجرون مبالغ مالية ضخمة لشبكات تهريب البشر التي تنشط في المنطقة، مستغلين ظروفهم الاقتصادية الصعبة ورغبتهم في الوصول إلى أوروبا بأي وسيلة.
يبقى التحدي الأساسي أمام السلطات المغربية هو تحقيق توازن بين تشديد الإجراءات الأمنية من جهة، وضمان حقوق المهاجرين من جهة أخرى، لا سيما أن العديد منهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.
Be the first to comment