
سعيد المرابط
في واقعة خطيرة تمس أخلاقيات الرياضة وتهدد سمعة واحدة من أبرز الأكاديميات الكروية في المغرب، تفجرت قضية تحرش إلكتروني بطفل قاصر يمارس نشاطه الرياضي ضمن أكاديمية نادي نهضة بركان. القضية التي بدأت تطفو على السطح بعد أن قرر شقيق الضحية كسر جدار الصمت، باتت اليوم حديث الشارع، وسط مطالبات متزايدة بفتح تحقيق فوري وشامل.
الطفل الذي لا يزال في عمر الزهور، كان يطارد حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم محترف، قبل أن يصطدم بواقع مرير كشفت عنه شكاية أسرته _تتوفر الجريدة على نسخة منها_، وعلى رأسها شقيقه الذي نشر تفاصيل الحادثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبًا بحماية أخيه وتحقيق العدالة، في ظل غياب أي رد فعل رسمي من إدارة الأكاديمية.
المتهم الرئيسي في هذه القضية، حسب المعطيات المتوفرة، يعمل كمصور داخل الأكاديمية، وتلاحقه شبهات سابقة تتعلق بسلوكيات مشبوهة مرتبطة بـ”البيدوفيليا”. وتشير مصادر مطلعة إلى أن المعني بالأمر في حالة فرار منذ تفجّر القضية، ما يزيد من الغموض والتساؤلات حول سبب غياب المتابعة الأمنية والقضائية.
ورغم جسامة الواقعة، يلاحظ غياب شبه تام لأي توضيح أو تحرك ملموس من طرف مسؤولي الأكاديمية، الذين – وفق تصريحات شقيق الضحية – يسعون فقط لتفادي “الفضيحة”، بدل تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والرياضية.
إننا اليوم أمام امتحان حقيقي، لا يمس فقط ناديًا أو أكاديمية، بل صورة الرياضة الوطنية ككل، وحقوق الطفل المغربي التي لا ينبغي التلاعب بها أو تأجيل الدفاع عنها. وعلى الجهات الأمنية والقضائية، إلى جانب الجمعيات الحقوقية والمدنية، أن تتحرك بشكل عاجل لإنصاف الضحية ومحاسبة الجاني، حمايةً لأطفالنا جميعًا، وصونًا لما تبقى من الثقة في مؤسساتنا الرياضية.
Be the first to comment