أيوب زهير
تحوّلت ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش وأحد رموز التراث الثقافي المغربي، إلى مسرح لفوضى عارمة يفرضها من يُعرفون بـ”أصحاب الجيلي الأصفر”. هؤلاء استحوذوا على مساحات واسعة من الساحة، وفرضوا على الزوار والمواطنين أثمنة تعسفية مقابل خدمات غير مضبوطة في غياب تام لأي رقابة أو تنظيم من الجهات المعنية.
هذه الظاهرة لم تعد مجرّد تجاوزات معزولة، بل أصبحت نمطا يوميا يرافقه ابتزاز سافر، واعتداءات لفظية على المواطنين، وصلت في بعض الحالات إلى السب والشتم، ما يشكّل انتهاكا صارخا لحقوق الزوار ويُسيء إلى صورة المدينة سياحيا وثقافيا.
أمام هذا الوضع المقلق، نوجّه نداءً عاجلاً إلى السلطات المحلية، وعلى رأسها والي جهة مراكش-آسفي، من أجل التدخل الفوري والحازم لإعادة النظام إلى هذا الفضاء الرمزي، وصون كرامة الزوار وحماية الموروث الثقافي الوطني من التشويه والتسيّب.
إن ساحة جامع الفنا ليست مجرّد موقع سياحي، بل ذاكرة حية للمغرب وتراث إنساني معترف به عالمياً، مما يُحمّل الجميع مسؤولية التحرك العاجل لوقف هذا التدهور وحماية أحد أبرز معالمنا الحضارية.
