بِركَة الموت في المرادسة.. غرق طفلين يُعري إهمال الجهات المسؤولة

في مشهد مأساوي يختزل حجم الإهمال المزمن الذي يفتك بأرواح الأبرياء، لقي طفلان مصرعهما غرقًا داخل بركة مائية عشوائية بحي المرادسة على مستوى ضفاف واد تانسيفت بجماعة حربيل، في واقعة فجرت موجة غضب عارمة بين سكان المنطقة، وأعادت إلى الواجهة ملف “النقاط السوداء” التي تترصد حياة المواطنين، لا سيما الأطفال.

وبحسب روايات شهود عيان، كان الطفلان اللذان لا يتجاوز عمرهما عشر سنوات، يلعبان قرب البركة المتشكلة بفعل مياه الأمطار والمياه العادمة، قبل أن ينزلقا داخلها ويغرقا وسط عجز الحاضرين عن التدخل في الوقت المناسب. مأساة لم تكن الأولى من نوعها، لكنها جاءت لتؤكد مرّة أخرى أن التحذيرات التي أطلقتها فعاليات المجتمع المدني لم تجد آذانًا صاغية لدى الجهات المعنية.

البقعة المائية المعروفة بين السكان بخطورتها سبق أن كانت محور عدة مطالبات بضرورة ردمها أو تسييجها، لتفادي سيناريو مماثل. إلا أن تلك المطالب قوبلت – حسب الناشطين – بصمت قاتل وتجاهل إداري ممنهج، حتى وقعت الكارثة.

وهرعت عناصر الوقاية المدنية إلى مكان الحادث فور التبليغ، حيث تمكنت من انتشال جثتي الضحيتين، وسط حالة من الحزن والانهيار في صفوف عائلات الضحايا والسكان الذين احتشدوا على جنبات البركة، مشدوهين أمام حجم الفاجعة.

هذه الحادثة تنضاف إلى سلسلة من الوقائع المشابهة التي تعرفها الأحياء الهامشية، حيث تكثر التجمعات المائية غير المؤمنة، في ظل غياب أدنى شروط البنية التحتية ووسائل الحماية، ما يجعل من هذه البرك مصائد موت مفتوحة في وجه الأطفال، خاصة خلال فصل الشتاء أو بعد التساقطات الغزيرة.

وفي أعقاب الحادث، جددت جمعيات محلية دعواتها بفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، ومحاسبة كل من تقاعس أو تراخى في اتخاذ إجراءات استباقية، مع ضرورة اتخاذ تدابير فورية لتأمين جميع النقاط المشابهة، درءًا لمزيد من الأرواح التي قد تزهق تحت وطأة هذا الإهمال المزمن.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*