
عاشت ثانوية العودة السعدية، الواقعة بحي باب دُبّاغ في قلب المدينة العتيقة لمراكش، لحظات من الرعب في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت 14 يونيو الجاري، إثر اندلاع حريق مهول بالقسم الداخلي للمؤسسة، خلف عدة إصابات في صفوف التلميذات، وأثار جدلا واسعا بشأن ظروف الإيواء ومعايير السلامة داخل هذه المنشآت التعليمية.
واندلع الحريق المفاجئ حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا، في إحدى غرف القسم الداخلي، بالتزامن مع أجواء الترقب التي سبقت إعلان نتائج امتحانات الباكالوريا، ما زاد من وقع الحادث في نفوس التلميذات وأسرهن. وحسب المعطيات الأولية، يُرجّح أن يكون الحريق ناتج عن تماس كهربائي في انتظار ما ستُسفر عنه نتائج التحقيقات التقنية والأمنية.
وقد تسبب الحريق في حالة من الذعر والفوضى بين نزيلات القسم الداخلي، حيث اضطرت بعض الفتيات إلى القفز من الطابق العلوي لمحاولة النجاة من ألسنة اللهب، مما أدى إلى إصابة عدد منهن بكسور ورضوض متفاوتة الخطورة. ووفق مصادر طبية، فقد تم تسجيل إصابة ثلاث فتيات بحروق خفيفة، إضافة إلى ست حالات إصابة برضوض و10 حالات اختناق وصف بالحاد، جرى نقل الجميع على وجه السرعة إلى مستشفى الرازي والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لتلقي الإسعافات الضرورية.
عناصر الوقاية المدنية تدخلت بسرعة وتمكنت من إخماد الحريق قبل أن يمتد إلى باقي مرافق الداخلية، كما تم إخلاء المؤسسة بشكل احترازي لحماية التلميذات من أي خطر إضافي. وعلى إثر الحادث، حلّت بعين المكان السلطات المحلية والأمن الوطني، إلى جانب الشرطة العلمية والتقنية التي باشرت فتح تحقيق ميداني بتعليمات من النيابة العامة لتحديد الأسباب الدقيقة للحريق، وما إذا كان ناتجاً عن خلل كهربائي أو عمل متعمّد.
الحادث أعاد إلى الواجهة نقاشا قديما حول ظروف الإيواء داخل بعض الأقسام الداخلية للمؤسسات التعليمية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وقلة صيانة بعض التجهيزات الكهربائية.
وعبّر عدد من أولياء الأمور عن قلقهم إزاء غياب شروط السلامة، مطالبين بتدخل عاجل من طرف الجهات المسؤولة لإعادة تأهيل هذه المرافق وتوفير بيئة آمنة للتلميذات القادمات في الغالب من المناطق القروية.
تجدر الإشارة إلى أن ثانوية العودة السعدية تُعد من أعرق المؤسسات التعليمية في مراكش، وتستقبل سنوياً مئات التلميذات، ما يجعل من قسمها الداخلي مرفقاً حيوياً يستوجب العناية المستمرة والتدقيق في معايير السلامة والتجهيزات الأساسية.
وتُتابع السلطات المختصة مجريات التحقيق في هذا الحادث الذي، ولحسن الحظ، لم يُسفر عن أي خسائر في الأرواح، بينما يترقب الرأي العام المحلي نتائج التحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
Be the first to comment