لسعة أفعى تكشف هشاشة المنظومة الصحية بين مجاط ومراكش

في واقعة مؤلمة تكشف هشاشة المنظومة الصحية بعدد من المناطق القروية بجهة مراكش آسفي، كادت طفلة صغيرة تنحدر من دوار ماغوسة، التابع لجماعة مجاط بإقليم شيشاوة، أن تفقد حياتها إثر تعرضها للسعة أفعى سامة، في ظل غياب تام للمصل المضاد بالمنشآت الصحية القريبة.

وبحسب المعطيات التي توصلت بها الجريدة، فقد تم نقل الطفلة، التي كانت في وضعية صحية حرجة اليوم الثلاثاء إلى المركز الصحي بمجاط فور تعرضها للسعة، غير أن عائلتها تفاجأت بغياب الأمصال المضادة لسم الأفاعي، ليُطلب منها التوجه نحو مستشفى الإقليمي بمدينة شيشاوة.

رحلة الإنقاذ لم تنته عند هذا الحد، فحتى مستشفى شيشاوة لم يكن يتوفر بدوره على المصل الضروري لإنقاذ حياة الطفلة، ليتم توجيهها للمرة الثالثة نحو المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، الذي يبعد عن دوار ماغوسة بحوالي ساعتين ونصف من الزمن، ما جعل الطفلة تتنقل عبر ثلاث مراحل مرهقة وحرجة، وهي تصارع السم الذي ينهش جسدها الصغير.

الحادثة أعادت إلى الواجهة التساؤلات القديمة الجديدة حول تدبير الأمصال الحيوية بالمراكز الصحية القروية، وخاصة تلك المنتشرة بالمناطق المعروفة بتسجيل حالات متكررة من لسعات الأفاعي والعقارب خلال فصل الصيف. كما أثارت موجة من الغضب في صفوف الساكنة، التي استنكرت استمرار غياب التجهيزات الأساسية، رغم التصريحات المتكررة للجهات الوصية حول تأهيل المنظومة الصحية بالعالم القروي.

وتطالب فعاليات محلية بفتح تحقيق في ملابسات هذا الإهمال، وتوفير الأمصال الضرورية في المراكز الصحية التي تخدم ساكنة شاسعة، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول منها إلى المستشفيات الكبرى في وقت وجيز.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*