في حادث صادم هزّ جماعة أولاد يوسف التابعة لإقليم بني ملال، مساء اليوم الجمعة 11 يوليوز الجاري، أقدم شخص يدعى بوعبيد، المعروف بلقبه “فلسطين”، على ارتكاب اعتداء خطير في حق أحد عناصر الوقاية المدنية، بعدما احتجزه فوق خزان مائي (شاطو) ، قبل أن يُقدم على رميه منه في تصرف وصف بالوحشي والمروع.
وحسب مصادر من عين المكان، فإن عنصر الوقاية المدنية كان قد صعد إلى سطح الخزان المائي المعروف بالمنطقة في محاولة للتفاوض أو تقديم المساعدة، عقب استمرار اعتصام المعتدي لقرابة أسبوعين على سطح “شاطو” أولاد يوسف، احتجاجًا على ظروف اجتماعية لم تُعرف تفاصيلها بعد. غير أن محاولة التواصل تحوّلت إلى فخ، بعدما احتجزه المعتصم وقام بتعنيفه بشدة، قبل أن يُقدم، بشكل مفاجئ وصادم، على دفعه من الأعلى.
الضحية سقط مباشرة فوق هوائية الإغاثة المثبتة بالخزان، ما خفف نوعًا ما من قوة الارتطام، قبل أن يتم نقله على وجه السرعة من طرف زملائه إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، حيث يتلقى حاليًا العلاجات الضرورية وسط تضامن واسع من المواطنين وزملائه في الجهاز.
وفور وقوع الحادث، استنفرت عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة وحداتها، وفرضت طوقًا أمنيًا بمحيط الخزان المائي، مع فتح تحقيق مستعجل تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ملابسات الواقعة وتوقيف المشتبه فيه الذي ما زال فوق الخزان في حالة هستيرية، بحسب شهود عيان.
يُذكر أن المعتدي “بوعبيد” كان قد أثار ضجة خلال الأيام الماضية، إثر اعتصامه الغريب على سطح الخزان المائي في مشهد غير مألوف بالمنطقة، مطالبًا – حسب بعض المصادر – بتحقيق مطالب شخصية، وسط غياب قنوات حوار فعّالة من قبل الجهات المعنية.
الحادث يعيد إلى الواجهة النقاش حول سلامة عناصر الوقاية المدنية خلال تدخلاتهم في مثل هذه الحالات، في ظل غياب وسائل الحماية الشخصية أو المرافقة الأمنية اللازمة في بعض المهام الحساسة، وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة حول ضرورة تأمين تدخلاتهم وتوفير الظروف المناسبة لحمايتهم من المخاطر المحتملة.
وما تزال الأوضاع متوترة إلى حدود الساعة بمكان الحادث، وسط ترقب لتدخل حاسم ينهي هذا المشهد المأساوي، ويعيد الطمأنينة لساكنة أولاد يوسف التي عاشت ليلة استثنائية بكل المقاييس.















