براهيم أفندي
تشهد جماعة السويهلة التابعة لإقليم مراكش تناميا مقلقا لظاهرة الحفر العشوائي للآبار فوق أراضٍ سلالية، ما أثار حالة من الاستياء والقلق في صفوف ساكنة المنطقة وفعاليات بيئية، نظرا لما تشكّله هذه الممارسات من تهديد مباشر للفرشة المائية واستدامة الموارد الطبيعية بالمنطقة.
وحسب شهادات متطابقة لعدد من المواطنين، فإن عمليات الحفر تتمّ في غياب تام لاحترام المساطر القانونية والبيئية، وسط ما وصفوه بـ”تواطؤ ضمني” أو “صمت غير مبرر” من قبل السلطات المحلية التي لم تتخذ بعد إجراءات رادعة للحد من هذه الظاهرة.
ويحذر خبراء في مجالي البيئة والجيولوجيا من التداعيات الخطيرة لهذا الاستنزاف العشوائي للمياه الجوفية، مؤكدين أن الحفر غير المنظم فوق الأراضي السلالية، والتي تُعد ملكا جماعيا ذا طابع عام، يشكل خطرا حقيقيا على الطبقات الحاملة للمياه وقد يؤدي إلى جفافها بشكل متسارع. كما لا يُستبعد أن تتسبب هذه الأنشطة في تلوّث المياه نتيجة غياب المعايير التقنية السليمة أثناء عمليات الحفر.
وفي ظل هذه التطورات، أطلقت جمعيات مدنية وفعاليات محلية نداءات عاجلة إلى والي جهة مراكش-آسفي، تطالب من خلالها بالتدخل الفوري لوقف هذا “النزيف المائي” وإنقاذ ما تبقّى من الفرشة المائية، مع ضرورة تفعيل القوانين الزجرية في حق المخالفين.
كما شددت الأصوات ذاتها على أهمية تنظيم عمليات حفر الآبار في إطار رؤية مستدامة، تراعي القوانين الجاري بها العمل، وتحترم خصوصية الأراضي السلالية، حفاظاً على التوازن البيئي والحق الجماعي في استغلال الموارد المائية بعدل ومسؤولية.
