مباشرة بعد تعيينه رسميا من قبل وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، يوم الأحد 20 يوليوز الجاري، باشر عبد اللطيف شوقي مهامه كمدير جهوي جديد للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، خلفًا لمحمد بلقرشي، المدير السابق بالنيابة المعروف بصرامته وحرصه على احترام الضوابط الإدارية والتربوية.
وفي أولى خطواته العملية، عقد شوقي سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع رؤساء الأقسام والمصالح الجهوية، إلى جانب لقاء تنسيقي مع المديرين الإقليميين التابعين لنفوذ الأكاديمية، ركّز خلاله على استعراض الملفات الراهنة والتحديات الكبرى التي تواجه المنظومة التربوية بالجهة، وعلى رأسها إشكاليات الخصاص في الموارد البشرية، وضعف النجاعة الإدارية، وتدني مؤشرات التواصل والانفتاح مع الفرقاء الاجتماعيين.
مصادر مطلعة كشفت أن هذه اللقاءات كشفت عن رغبة حقيقية لدى المدير الجديد في القطع مع ممارسات المرحلة السابقة، وفتح صفحة جديدة قائمة على الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة. ووفق ذات المصادر، فقد تلقى شوقي جملة من الملتمسات والملاحظات من قِبل أطر إدارية مخضرمة داخل الأكاديمية، دعته إلى تصفية “إرث ثقيل” خلفه المدير السابق الذي شغل المنصب لما يقارب تسع سنوات، وهي فترة تميزت – حسب وصف جمعيات حقوقية وهيئات نقابية – بـ”النكوص الإداري وتراجع إشعاع المدرسة العمومية بالجهة”.
وتشير نفس المصادر إلى وجود تحفظات كبيرة حول بعض التعيينات التي تمت خلال المرحلة السابقة، لا سيما ما يتعلق بإسناد مناصب حساسة لمقربين من المدير السابق، ومنح صلاحيات مفرطة لبعض الموظفين دون سند قانوني واضح، من ضمنها موظفة بإحدى المصالح الإدارية والتقنية التي أصبحت، حسب المصادر، تتدخل بشكل مفرط في تفاصيل تدبير ورش تربوي هام يحظى برعاية ملكية خاصة.
وقد حظيت مصلحة الموارد البشرية بحصة الأسد من النقاش خلال أحد الاجتماعات المغلقة التي عقدها شوقي، بالنظر إلى تصاعد وتيرة الاحتجاجات النقابية داخل الأكاديمية، والاحتقان الذي تعيشه بعض المؤسسات التعليمية نتيجة اختلالات في التدبير والتواصل الداخلي.
في ظل هذه المعطيات، يُطرح سؤال جوهري:
هل سيتمكن عبد اللطيف شوقي من إعادة ترتيب البيت الداخلي لأكاديمية مراكش-آسفي، واستعادة الثقة في الإدارة التربوية الجهوية؟ أم أن تركة العهد القديم ستكون أكبر من أن تُصفّى في الأمد القريب؟















