براهيم افندي
في المشهد الصحي الذي يطغى عليه الطابع الربحي، يطل اسم يونس كديرة ليقدم صورة مغايرة عن الادارة الصحية. لم يكتف بمهام المدير التنفيذي او الاداري، بل حول موقعه الى اداة لخدمة الانسان اولا، واضعا القيم الانسانية في صدارة اولوياته.
بالمستشفى الجامعي الخاص بمراكش HPM، رسخ كديرة حضوره كقائد اجتماعي بقدر ما هو مسير ناجح. الجمعيات المدنية لم تتردد في الاشادة بمبادراته التي سعت الى تقليص تكاليف العلاج، واعتماد اليات عملية لتخفيف الاعباء المالية عن المرضى، خصوصا الفئات الهشة.
لم يعد المستشفى مجرد مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية متطورة، بل اصبح بفضل اشراف كديرة نموذجا متوازنا يجمع بين الجودة التقنية والبعد الانساني. فحملاته الطبية المجانية التي تصل الى القرى والمناطق النائية، بشراكة مع فعاليات محلية، جعلت من HPM عنوانا للتضامن والانفتاح على المجتمع.
وفي وقت تتعالى فيه اصوات المواطنين حول غياب الشفافية ووجود فواتير وهمية في بعض المصحات، نجح كديرة في ارساء نهج جديد داخل مؤسسته يقوم على الوضوح والصدق واحترام المريض. فالمريض عنده ليس زبونا، بل انسان يحتاج الى رعاية تحفظ كرامته.
بهذا المسار، يثبت يونس كديرة ان الادارة ليست فقط ارقاما وتقارير، بل يمكن ان تكون رؤية انسانية شاملة. لذلك غدا اسمه مرادفا للثقة والجودة والانصاف، ومثالا على ان القطاع الصحي الخاص قادر على ان يخدم المجتمع لا ان يستنزفه.















