رحيل مصطفى باقبو.. أيقونة الفن الكناوي المغربي في ذمة الله

Admin248 سبتمبر 202529 مشاهدة
رحيل مصطفى باقبو.. أيقونة الفن الكناوي المغربي في ذمة الله

توفي صباح اليوم الاثنين الفنان المغربي مصطفى باقبو، أحد أعلام فن “تكناويت” وأبرز وجوهه بالمغرب، عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لعقود، شكّل خلالها ركيزة أساسية في الحفاظ على هذا التراث الموسيقي الروحي العريق.

الراحل، الذي وُلد بمدينة مراكش، تشبّع منذ نعومة أظافره بفن كناوة، وارتبط اسمه بالطقوس والموسيقى التي تتوارثها الأجيال في الزوايا والليالي الكناوية. وفي سبعينيات القرن الماضي، التحق بمجموعة “جيل جيلالة” الشهيرة، حيث ساهم في إغناء تجربتها الفنية بنَفَس كناوي فريد، وجمع بين الطابع التراثي العميق والحس الإبداعي المتجدد.

اشتهر “المعلم باقبو” بآلته المفضلة “الكمبري”، التي كانت رفيقة دربه طوال مشواره الفني، وبها سحر الجماهير في المهرجانات والسهرات داخل المغرب وخارجه، من الصويرة إلى باريس، ومن الرباط إلى نيويورك. كان حضوره على المسرح استثنائيًا، يجمع بين الطقس الروحي والاحتفال الموسيقي، وهو ما جعله يحظى بجماهيرية واسعة واحترام كبير في الأوساط الثقافية والفنية.

نعى عدد من الفنانين والمهتمين بالتراث الموسيقي المغربي الفقيد بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن الساحة الفنية فقدت رمزًا حقيقيًا من رموزها، وصوتًا نادرًا ظل وفيًّا لفنه وهويته حتى آخر لحظة. وقد اعتبره كثيرون مدرسة قائمة بذاتها، تتجاوز الأداء الغنائي إلى نقل قيم التصوف والتاريخ والهوية الجماعية.

برحيل مصطفى باقبو، يُطوى فصل من فصول الذاكرة الكناوية المغربية، وتخسر الساحة الفنية أحد أعمدتها الأصيلة. غير أن صدى “الكمبري” سيبقى شاهدًا على مسيرته، وستظل بصماته محفورة في ذاكرة المغاربة وكل عشاق الفن الكناوي عبر العالم.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

شارك المقال
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة