ابراهيم افندي
تعيش ساكنة جماعة تمصلوحت، الواقعة على مشارف مدينة مراكش، على وقع اختناق بيئي يومي بسبب مطرح عشوائي للنفايات أضحى مصدر قلق متزايد للأهالي، نتيجة انتشار الروائح الكريهة والدخان الكثيف الناتج عن إحراق النفايات من طرف أشخاص مجهولين، في غياب أي تدخل فعّال من الجهات المعنية.
ففي مشهد يتكرر يوميا، تُشعل النيران في أكوام القمامة التي تضم خليطًا من النفايات المنزلية والبلاستيكية، ما يُطلق سحبًا سوداء كثيفة تغطي الأحياء المجاورة وتخنق الأنفاس. الأمر الذي أدى إلى تفاقم مشاكل صحية لدى السكان، خاصة الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي.
“نحن نعيش جحيمًا حقيقيا”،فى تصريح لأحد ساكنة دوار سيدي بوزيد، ويضيف: “لا نستطيع فتح نوافذ منازلنا، والروائح والدخان يدخلان إلى بيوتنا دون استئذان، خصوصًا مع غياب أي رقابة أو توعية”.
الساكنة وجهت نداءات متعددة إلى المجلس الجماعي، مطالبة بإغلاق المطرح بشكل نهائي وإيجاد حلول بديلة لتدبير النفايات بشكل يراعي شروط السلامة البيئية والصحية. كما طالبوا بتحديد المسؤولين عن عمليات الحرق ومعاقبتهم وفق القانون، لما تسببه هذه التصرفات من تهديد مباشر لصحة المواطنين وبيئتهم.
من جهتهم، يُقر بعض الفاعلين المدنيين في المنطقة بخطورة الوضع، محذرين من أن استمرار هذا التسيب البيئي يُنذر بكارثة صحية حقيقية في حال لم تتم معالجته بشكل جذري. “المشكل ليس فقط بيئي، بل هو أيضا اجتماعي وإنساني، ويتطلب تدخل عاجل وتشاركي”، يؤكد أحد نشطاء المجتمع المدني.
وفي ظل هذا الوضع، تبقى أعين الساكنة معلّقة على قرارات الجهات المسؤولة، في انتظار تدخل فعلي يضع حدًا لهذا الكابوس اليومي، ويُعيد إلى تمصلوحت نقاء هوائها وسكينة لياليها.















