محمد الحجوي
شهد إقليم قلعة السراغنة انطلاق سلسلة من اللقاءات التشاورية الهادفة إلى بلورة رؤية تنموية جديدة تؤسس لجيل متقدم من برامج التنمية الترابية المندمجة. ويأتي هذا الحدث الهام تحت إشراف السيد سمير اليزيدي، عامل الإقليم، تجسيدًا للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إرساء نموذج تنموي مستدام وشامل يحقق العدالة المجالية والاجتماعية للأجيال الحالية والمقبلة.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد السيد العامل أن هذا البرنامج يشكل محطة استراتيجية في مسار الإقلاع التنموي للإقليم، موضحًا أنه لا يقتصر على كونه وثيقة ظرفية، بل يمثل خريطة طريق متكاملة تهدف إلى إطلاق نهضة اقتصادية واجتماعية شاملة. وأبرز أن الرؤية الجديدة ترتكز على تحفيز الاستثمار المحلي، وتمكين المقاولات الصغيرة والمتوسطة، ودعم المبادرات المبتكرة التي تستجيب لحاجيات الساكنة وتساهم في تحسين مؤشرات التنمية البشرية وجودة الحياة.
وشدد السيد اليزيدي على أن نجاح هذا الورش التنموي الطموح يرتبط أساسًا بمدى انخراط الفاعلين المحليين، من جماعات ترابية ومجتمع مدني وقطاع خاص، معتبرًا أنهم شركاء أساسيون في بلورة مضامين البرنامج وضمان تنزيلها الفعلي على أرض الواقع. وأضاف أن المقاربة التشاركية المعتمدة تمثل ضمانة حقيقية لجعل مخرجات هذه اللقاءات تعكس الاحتياجات الواقعية للإقليم وتنسجم مع مؤهلاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وقد تخلل اللقاء تقديم عروض تحليلية دقيقة من قبل رؤساء المصالح بالعمالة، تناولت تشخيص الوضع التنموي الراهن بالإقليم، مع رصد أهم المؤشرات في مجالات البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والتشغيل. كما تم استعراض أولويات المرحلة المقبلة والمداخل الاستراتيجية لتعزيز جاذبية الإقليم للاستثمارات، وتحويل التحديات القائمة إلى فرص تنموية حقيقية.
وتفاعل المشاركون من مختلف الهيئات والمؤسسات مع مضامين هذا اللقاء، مثمنين هذه المبادرة النوعية التي من شأنها إحداث نقلة حقيقية في مقاربة قضايا التنمية المحلية. وأجمعوا على أن البرنامج الجديد يشكل إطارًا مرجعيًا متكاملاً لتحقيق تنمية مجالية مستدامة تستثمر الخصائص المحلية والمؤهلات البشرية والطبيعية التي تزخر بها قلعة السراغنة.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود، واستمرارية العمل الميداني، وتوحيد الرؤية من أجل تنزيل مشاريع واقعية وفعالة تسهم في بناء مستقبل مزدهر ومستدام للإقليم.
