مع الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة التي باتت تهدد حياة الأشخاص الذين يعيشون في العراء، أطلقت المديرية الجهوية للتعاون الوطني بجهة مراكش–آسفي، وبتوجيهات من الإدارة المركزية، نسختها السنوية من عملية “شتاء دافئ”، وهي مبادرة إنسانية تهدف إلى دعم الفئات الأكثر هشاشة وتوفير الحماية الضرورية للمشردين والمهاجرين، في إطار مقاربة اجتماعية تعكس قيم التضامن والتكافل.

ووفق بلاغ صادر عن الجهة المنظمة، تأتي هذه العملية استجابة لظروف مناخية قاسية تتطلب تدخلاً عاجلاً لتخفيف وطأة البرد على من لا مأوى لهم أو يعيشون في وضعية هشاشة قصوى، مع الحرص على ضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية ومنع أي تدهور في أوضاعهم الصحية أو النفسية.

وقد جندت المديرية لهذه الحملة فرقاً ميدانية متخصصة تعمل على توفير مبيت آمن ودافئ داخل مراكز الإيواء، وتقديم وجبات ساخنة وأغطية وملابس شتوية، إلى جانب توفير الإسعافات الأولية وخدمات النظافة والدعم النفسي–الاجتماعي، فضلاً عن رصد الحالات الاجتماعية وإحالتها على برامج الإدماج المناسبة.
وتستهدف العملية ثلاث فئات رئيسية تشمل الأشخاص بدون مأوى باعتبارهم الأكثر عرضة للخطر، والفئات الهشة والأسر المعوزة، إضافة إلى المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء ممن يفتقرون إلى الظروف الأساسية للحماية من البرد. ويتم تنفيذ هذه التدخلات في إطار تنسيق محكم مع السلطات المحلية لضمان فعالية الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.
وتؤكد المديرية الجهوية أن أثر عملية “شتاء دافئ” يتجاوز المساعدة الظرفية المرتبطة بفصل الشتاء، إذ تشكل مدخلاً لبناء جسور الثقة مع المستفيدين وفتح الطريق نحو برامج إدماج اجتماعي ومهني واقتصادي مستدام، انسجاما مع العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للفئات الهشة وضمان كرامتها.
وتستمر جهود التعاون الوطني على مدار السنة عبر برامج اجتماعية متعددة تستهدف الحد من التشرد والهشاشة وتحسين جودة حياة الفئات في وضعية صعبة.















