أدى الملك محمد السادس اليوم جمعة 3 يناير الجاري صلاة الجمعة بـ”مسجد أريحا” بمدينة مراكش.
وأوضح خطيب الجمعة بأن مبادئ الدين وقواعده وأحكامه تدور كلها على الأخلاق، وأن القرآن الكريم هو منبع الأخلاق والمكارم، ومصدر الفضائل والمحاسن، وهو الهادي لأقوم الطرق وأوضح السبل، مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم”، إذ أن هذه الآية عامة في مكارم الأخلاق ومحاسنها، وهو ما يجب أن تكون عليه حياة المسلم في سلوكه وتعامله وجميع تصرفاته.
وشدد خطيب الجمعة على أن الأخلاق في الإسلام ليست من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، وإنما هي من صميم الدين والعقيدة، ولذلك كان من أهم مقاصد بعثة محمد (صلعم) إتمام مكارم الأخلاق، كما جمعت في نفسه كل خلال الخير … ومع ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من كمال الأخلاق، فقد كان كثير التضرع والتوسل إلى الله بأن يزينه بالمحاسن والمكارم، فكان من دعائه “اللهم جنبني منكرات الأخلاق”.
وأضاف أن من أراد أن يقيس مقدار تمسكه بالدين فليتخذ التمسك بالأخلاق مقياسا ومعيارا، لأن غاية الإسلام تكوين مجتمع فاضل متماسك، طاهر نظيف، يتخلق أفراده بخلق التعاون والتضامن، وكل الفضائل والمكارم، فلذلك نجده يرمي من ثمرات العبادات إلى إصلاح النفس. وإذا صلحت الأنفس، كان أصحابها قدوة في إصلاح المجتمع، والنهوض به نحو مستوى أفضل، فالمؤمن يدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا.
وأبرز الخطيب أن أمير المؤمنين يحرص، على هدي هذه المبادئ الدينية، والأخلاق الربانية، والشعور بالمسؤولية، وقدرها حق قدرها، يحرص كل الحرص على كل الأمور المستمدة من أخلاق النبوة، ومنها أمران أساسيان : الأمر الأول إعلاء شأن الدين الذي هو مصدر الأخلاق المنجية في الدنيا والآخرة، والأمر الثاني تجسيد الأخلاق في العمل، وإعطاء الأولوية لما ينفع الناس في حاجاتهم الضرورية المتصلة بالعيش الكريم.
وأشار إلى أن ما وجه به أمير المؤمنين من مراجعة نموذج تنمية المملكة يتطلب من كل منا دعم اختياراته بالسلوك الفردي والجماعي وفق فضائل الأخلاق. وبداية الأخلاق في العمل بالقوانين، ولا نهاية لكمالها في حسن المعاملات، وفعل الخيرات وتقديم التضحيات.
وفي الختام، تضرع الخطيب إلى الباري جلت قدرته بأن ينصر أمير المؤمنين ويبارك في أعماله ويزيده تأييدا وتوفيقا وسدادا في كل عمل يقوم به، خدمة لهذا البلد الأمين، ولصالح الإسلام والمسلمين، وبأن يقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يشد عضده بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إليه جل جلاله، بأن يتغمد برحمته الواسعة الملكين الراحلين الحسن الثاني ومحمد الخامس، وأن يطيب ثراهما ويكرم نزلهما ويبوأهما مقعد صدق مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.