تنظم الوكالة الحضرية لمراكش، الثلاثاء 19 ماي 2020، اللقاء التفاعلي الثالث عن بعد، والذي سيتناول موضوعا يطرح نفسه بحدة أمام تداعيات جائحة كوفيد 19 وإجراءات الحجر الصحي، وما تفرضه الظرفية من أهمية التعايش الاجتماعي وبناء القدرات داخل مجال يضمن تكافئ الفرص ويوفر كافة الخدمات والتجهيزات والمرافق الضرورية والحد من الاختلالات والفوارق الاجتماعية، اعتمادا على تعمير مستدام ونجاعة طاقية وبيئة سليمة، وهي مكونات مجالية ضرورية لخلق مدينة مستدامة.
وينظم هذا اللقاء التفاعلي الثالث في إطار فعاليات منتدى “مراكش ما بعد فوكيد 19″، الذي يشرف على تتبع أشغاله كريم قسي لحلو والي جهة مراكش أسفي عامل عمالة مراكش.
وأشار بلاغ للمنظمين أن التحديات لضمان غد أفضل ستشكل موضوع اللقاء التفاعلي المقبل “مراكش من أجل مدينة مستدامة بعد جائحة كورونا”، والذي سيشكل فرصة لفتح حوار جدي ونقاش مسؤول، بغية تقديم حلول وتدارس مقترحات كفيلة بضمان استدامة مدينة مراكش على كافة المستويات (الاقتصادية والاجتماعية والبيئة والتقنية) ومقاومة التغيرات المناخية والأزمات الصحية، انطلاقا من تنوع المؤهلات الطبيعية والمجالية لمراكش وتعدد خصوصياتها الثقافية والسياحية وعراقة موروثها وأصالة تراثها وجمالية حدائقها.
وسيشارك في أشغال هذا اللقاء التفاعلي الهام عدد من الباحثين والمثقفين والهيئات المهنية والمصالح الإدارية، من أجل وضع تصور عقلاني لتكون مراكش مدينة مستدامة .
إن مكانة مراكش ليس فقط بالمغرب، وإنما في العالم برمته تقتضي وتفرض على المدينة ومحيطها العمل والإعداد الجيد لما بعد جائحة “كوفيد 19″، وهو ما دفع إلى تنظيم “مراكش ما بعد جائحة كوفيد 19″، الذي يدخل ضمن سلسلة المنتديات الأسبوعية (ورشات ومشاورات)، ولقاءات التفاعلية عن بعد، للتفكير والتشاور وتبادل الآراء والخبرات.
وبتنظيم اللقاء الثالث تتواصل فعاليات اللقاءات التفاعلية عن بعد، التي تنظمها الوكالة الحضرية لمراكش، تحت إشراف ولاية جهة مراكش آسفي، كل يوم ثلاثاء، وطيلة شهر ماي الجاري، حيث نظم، الثلاثاء الماضي، اللقاء التفاعلي الثاني، في موضوع “قطاع التعمير في تدبير ما بعد جائحة فيروس كورونا”، وهو للقاء الذي شكل فرصة لفاعلين ومتدخلين من مجالات عدة، بمقاربة إشكالية استئناف أوراش البناء من جديد للعمل، لكن شريطة احترام تام لمبادئ السلامة والتدابير الصحية، بعدما تأثر القطاع بشكل كبير من تداعيات وباء كورونا.
وكان محور اللقاء الأول حول “قطاع التعمير في تدبير ما بعد جائحة فيروس كورونا”، ونظم الثلاثاء خامس ماي. وتطرق المتدخلون، الذين يمثلون جل الإدارات والمؤسسات، الإدارية والترابية والجماعية، وفي مجالات التعمير والتربية والتكوين والصحة والسياحة والهندسة المعمارية والإسكان، إلى سبل وضع آليات تدبير فترة ما بعد الحجر الصحي، خاصة من حيث كيفية استغلال الفضاءات العمومية ومعالجة إشكالية التنقل والسير والجولان.
ومراكش إضافة إلى كونها مدينة سياحية، تستقبل عشرات الآلاف من السياح سنويا، تعد، أيضا، قبلة لزعماء ورؤساء وقادة دول العالم، حيث حظيت باستضافة ملتقيات ومؤتمرات عالمية عدة، أهمها مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) في نونبر 2016، القمة التي عملت على إقناع الدول على الالتزام بخفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. هذا ناهيك عن احتضانها المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، والاجتماع الوزاري الرابع لأصدقاء سوريا، والقمة العالمية لريادة الأعمال بتنظيم مشترك بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى الموعد السنوي الفني المهرجان الدولي للفيلم، حيث أضحت مراكش وجهة و”حاضنة” للمؤتمرات والقمم ذات الصيت العالمي.
كما أن مراكش العريقة في التاريخ تزخر بالمعالم والمآثر التاريخية، التي تستقطب الزوار من مختلف بقاع العالم، مثل ساحة “جامع الفنا”، التي صنفت تراثا شفويا إنسانيا على لائحة منظمة اليونسكو منذ 1997، و”حدائق ماجوريل” التي تحتوي على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس، و”جامع الكتبية”، و”حدائق المنارة” التي يتوسطها خزان المنارة الكبير.