ضمن سلسلة مراكشيات، صدر حديثا عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، كتاب “ذاكرة مراكش: صور من تاريخ وأدبيات الحلقة بساحة جامع الفناء”، للأستاذ عبد الرحمان الملحوني.
هذه الدراسة المكونة من جزأين، والتي تقع في 528 صفحة من القطع الكبير، بالإضافة إلى أنها تمدنا بمعلومات وافية وقيمة ونادرة حول ساحة جامع الفنا وفنانيها وروادها وفنونها وطقوسها مما يندر توفره في أي كتاب آخر، فإنها تفتح لنا نافذة جديدة لنطل من خلالها على ساحة جامع الفنا باعتبارها فضاء لصنع التاريخ والثقافة والسياسة والإنسان.
ويكرس الأستاذ عبد الرحمان الملحوني معرفته الدقيقة والوافية بالساحة. ويوظف عدَّته الوصفية والتحليلية والتركيبية، ليساعدنا على فهم الكثير من ظواهر الساحة وأسرارها، التي غالبا ما تحجبها الجلبة والضوضاء والألوان والحركة السريعة عن أعيننا.
إن كتاب “ذاكرة مراكش”، هو الدليل العلمي الذي يجب أن يطلع عليه كل راغب في النظر إلى الساحة بعين العارف والناقد والمحلل والعاشق أيضا.
ويتكون هذا الكتاب من 22 فصلا، استعرض فيه المؤلف تاريخ الساحة قديما وحديثا، وترجم لرجالاتها، وعرف أشكال وأنواع الحلقة والفُرْجَة بها، كما ضمّنه عددا من النصوص البديعة من قصائد ملحون الساحة، والقصائد الزجلية المغناة بها، والأمثال الشعبية، والصور النادرة.
إن هذا الكتاب يعتبر مرجعا أساسيا لفهم جانب مهم من تاريخ مدينة مراكش، وثقافتها الشعبية المتنوعة. وقد قال عنه الدكتور عبد الهادي التازي، “… إن هذا التأليف قد ردَّ الاعتبار لهذه “المؤسَّسة” التي نسميها “الحلقة”، والتي تظل صِلةَ ثقافةٍ نظيفة تبني ولا تهدم، تسعى جاهدة من أجل خَلـْقِِ مجتمع واعٍ غير عاكف على نفسه، مجتمع يَقظِ منتبه لما يجري من حواليه.
ومن رجالات الحلقة المذكورين في هذا الكتاب من الحلايقية الذين لازالت أسماؤهم عالقة بأذهان المراكشيين، وتتوارثها الأجيال على تعاقبها، نقتطف من القائمة الطويلة الواردة في هذا الكتاب بعض هذه الأسماء:
- الشَّيخ برغوث، قصايدي 70 سنة يجمع بين الحكي، والإنشاد بداخل حلقته.
- الشَّيخ مْرِيكَة، قصايدي، 60 سنة ممن كان يجول بالجزائر، مولعا بطريقة الغرناطي)…
- الحاج بَنْ بَّاه أحمد كان ينشد أغاني الرّكبة، وأقلال، مع أغاني الحساني (ترافقه مجموعةٌ من ثلاثة أشخاص).
- سِيدهُم مولاي المَهدي، قصايدي، 60 سنة (من إنشاده مجموعة من رباعيات الشَّيخ عبد الرحمن المجذوب).
- الشَّيخ الْغُول احمد، (كان يجمع بين الإنشاد والفكاهة، وكان يلقب بـ “مَهْرازْ السَّاحة”).
- مولاي أحمد الْكَازي، التْقَالَعْ، 70 سنة (من سكَّان الزَّاوية العباسية) وينشد بعض الأقسام من فن الملحون.
- مْجِيد بن عمر، ألف ليلة، وليلة (مشهور بولد الخَضَّار من سكان حومة درب ضباشي في الثلاثينيات).
- أولاد خرخر الزَّمُّوري، عيساوي (من شيوخ الثلاثينيات بساحة جامع الفناء)..
- الشيخ الجيلالي، عيساوة، 70 سنة (عاصر الشَّيخ بُوْمَحلَّة من مكناس)…
- الشََّيخ دَعْدُوع من مدينة مراكش، وكان صاحب طرائف، مستملحات، وأغاني شعبية أصيلة.
- الشَّيخ حَمُّوضَة من الحواز مراكش، كان يعزف على بعض الآلات الوترية التقليدية في بداية عهده بالحلقة بساحة جامع الفناء، ينشد مجموعة من البراول، والمقطَّعات الزجلية.
- عبد الكريم الفيلاَلي مع الثُّنائي الفكاهي: الشَّيخ مْرِيكَة، ومحماد الشلح.
- الملك جَالُوق، صاحب طرائف ومستملحات مراكشية أصيلة، له جمهور عريض من الحِرَفيين والصناع التقليديين.
- الشيخ فْلِيفْلَة… من شيوخ الحلقة الشعبية الذين انحرفوا عن خطة الحلايقية ضِدَّ الوطنيين الأحرار.
- مولاي عبد السَّلام الصَّاروخ، اشتَهر بطرائفه ومستملحاته الخفيفة الظريفة.
- البشير طبيب الحشرات، ينبهر من كلامه جمهوره العريض الذي كان يحضر حلقته ظهرا.
- عمر ميخَّي المراكشي، اشتهر بتقليده للأغاني الشعبية المشهورة في وقته.
- الشَّيخ عبد القادر، صاحب الْكَرْبَة العجيبة في بداية عهده بالحلقة الشعبية (اشْرَب يَا لَهْفَان).
- الشَّيخ مولاي أمبارك، من منشدي فنّ العيطة المرساوية مع جماعته العريضة (من مدينة آسفي) في الثلاثينيات.
- الشَّيخ يوسف، قصايدي (ينشد مجموعة من قصائد الغزوات، والمديح) وقصيدة العاشقة مولات التاج…
- بولَحْيَة الدّكالي (مونولوكَات)، إلى جانب تقديم دروس في الفقه والوعظ (يجمع بين النظري، والتطبيقي).
- الشَّيخ بن حمامة (فن الحوزي)… مع تقديم بعض الهزليات الطريفة..
- الحسين بَاقْشِيشْ، تمثيليات هَزلية مع تقديم بعض المونولوكات..
- الشَّيخ با عبّاس، من شيوخ هدَّاوة، (رباعيات المجذوب) مع مختارات الأمثال الدارجة.