عادت عملية “مرحبا”، التي تمثل التفاتة ملكية كبرى ، بقوة هذا العام مع إجراءات جديدة من أجل إنعاش موسم الصيف.
ومن شأن توافد المغاربة المقيمين بالخارج على بلدهم الأصلي أن يساهم في تعزيز النشاط السياحي الذي يبدو بالفعل واعد ا مع استئناف الحركة البحرية بين المغرب وإسبانيا وتخفيف شروط الولوج إلى التراب الوطني.
ففي ظل أجواء من الفرح والسرور يتدفق مغاربة المهجر على وطنهم الأم لقضاء عطلهم مع أفراد العائلة والأصدقاء ، خاصة أولائك الذين أتيحت لهم فرصة تقاسم فرحة عيد الأضحى مع الأهل خلال شهر يوليوز.
فبعد عامين من إغلاق الحدود بسبب وباء كوفيد 19، أصبح بإمكان المغاربة الذين يعيشون في الخارج الاستفادة الكاملة من مؤهلات المغرب لاسيما المناخ الملائم ، والموارد الطبيعية المتنوعة (شواطئ، وصحاري ، وجبال …)، ومواقع جذابة ومآثر تاريخية جذيرة بالزيارة .
إن قضاء العطلة في المغرب يعني، بالنسبة للمغاربة في جميع أنحاء العالم، توطيد الروابط القوية والتاريخية التي تربطهم بوطنهم الأم وخوض تجربة سياحية ثرية ترضي جميع الأذواق، وذلك بفضل تنوع الأنشطة المقدمة: ثقافة ، استرخاء ، ترفيه …
ولإنجاح هذه المبادرة، التي تعكس مدى الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك للجالية المغربية المقيمة بالخارج، تعمل مؤسسة محمد السادس جاهدة ، بالتنسيق مع المتدخلين الحكوميين والسلطات والأطراف المعنية الأخرى ، من أجل مساعدة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ومرافقتهم خلال عودتهم إلى وطنهم الأم .
وفي هذا الإطار يعمل قطاع النقل مع كافة الأطراف المعنية بعملية “مرحبا” لضمان عرض كاف في مجال النقل البحري والجوي والدولي، من خلال تنويع الخطوط وعدد الرحلات، وضمان مواكبة شركات النقل ومنحها التراخيص اللازمة.
وهكذا ، عززت شركة الخطوط الملكية المغربية برنامج رحلاتها لموسم صيف 2022 ، حيث اقترحت 6 ملايين مقعد على 80 خطا جويا عبر القارات الأربع.
واستعادت الشركة خطوطا جوية كانت مغلقة خلال الأزمة الصحية وفتحت خطوطا جديدة، مشيرة إلى أن هذا البرنامج سيغطي ما يقرب من 90 في المائة من الشبكة التي تغطيها الشركة الوطنية سنة 2019.
وأخذا بعين الاعتبار خصوصية السفر لدى مغاربة العالم الذين يفضلون السفر مع العائلة، تم وضع مجموعة من العروض والتسهيلات للاستجابة لطلباتهم والمتمثلة في منتوج موحد ومستدام بسعر جد مناسب للعائلات القاطنة في الخارج، ويمكن من تخفيض السعر الاجمالي ب20 بالمائة . وتم تعزيز هذا المنتوج بإجراءات سهلة في مراحل السفر.
وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة قد أطلق في عام 2021 حملة تواصلية موجهة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من خلال علامته الجديدة “نتلاقاو فبلادنا”.
وتهدف هذه الحملة بالخصوص إلى تقوية مكانة المملكة كوجهة مفضلة للمغاربة المقيمين بالخارج ، مع تحفيزهم على اكتشاف المزيد من ثروات بلادهم .
وبحسب معطيات لمديرية الدراسات والتوقعات المالية، فإن الإيرادات السياحية سجلت، خلال عام واحد، ارتفاعا بنسبة 123.3 في المائة خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022.