مراكش.. توقيع مسرحية ” عبور” للكاتب المسرحي عبد اللطيف فردوس

نظم، أمس الاثنين، بمراكش، حفل توقيع مسرحية “عبور” للكاتب المسرحي عبد اللطيف فردوس، وذلك في إطار الأنشطة الموازية لفعاليات الدورة ال 12 للمعرض الجهوي للكتاب (26 أكتوبر -فاتح نونبر 2022). وخلال حفل تقديم هذا الكتاب، الصادر، في 96 صفحة من القطع المتوسط، عن دار النشر (مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال) بمراكش، أكدت الباحثة والناقدة المسرحية نزهة حيكون، أن “أي تقديم لعمل إبداعي ما هو إلا صدى قراءة أولية لقارئ كان له شرف سبق تلقي هذا الأثر”، داعية القراء إلى “سفر مسرحي جميل، سفر يحمل كل ضمانات المتعة والإفادة والتأمل في عوالم الشخصيات والأحداث”.

وأضافت حيكون، في كلمة ألقيت نيابة عنها، أن “أكثر ما أثارها في هذا النص هو وضع مجموعة من القضايا الانسانية موضع تساؤل ودهشة، من بينها الحدود بين الإلهي والانساني، والموت باعتبارها نهاية، والحب كبداية لحياة جديدة، والخشبة كعالم للعب وحياة لأشخاص متخيلين، والعالم الآخر الذي يطويه الغموض في كل الثقافات الانسانية”، مبرزة أن هذا المزج المليء بكثير من المغامرة، يدفع بالنص الى تخوم فلسفية قد تكون مستعصية.

وأوضحت أنه “لا شك أن المتتبع لمسار الكتابة عند هذا الكاتب يلمس حس التجريب لديه ورغبته الكبيرة في ملامسة الحساسيات المختلفة، ليمر عبر سجله الإبداعي من الترجمة الى الإعداد والتوليف، وإلى التأليف الأصيل، دون أن ننسى تعامله، بكثير من الذكاء، مع التراث المغربي والعربي، وبعدهما العالمي”.



وفي السياق نفسه، قال الكاتب المسرحي عبد اللطيف فردوس، في تصريح خص به قناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “موضوع هذه المسرحية يتناول في الواقع تيمة الحياة، لأنه تم الاعتماد في كتابته على تقنية الأضداد، أو إبراز الشيء عن طريق نقيضه”.

وأوضح أنها “قصة بسيطة جدا، تدور أحداثها حول ممثلة مسرحية تصاب بالإغماء خلال إحدى التداريب، وتتخيل نفسها على أنها على أبواب الموت، فتستعرض كل ما يمكن أن يطرح على بال الانسان من تيمة الحب والحياة والإخلاص، وتيمة الهروب والشجاعة والمرأة، فكانت هذه رحلة في ذاكرتها، تنتهي باستعادتها الوعي وهي فوق الخشبة”.ولاحظ أن هذه المعارض تشجع المهتمين بهذا الشأن على الكتابة، لأنها تسمح للكاتب المسرحي بالتواصل مع الجمهور القارئ، وليس المتفرج .

من جانبه، أفاد رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة لمراكش آسفي، سمير الوناسي، بأن حفل توقيع هذا الكتاب شكل ختام الأنشطة الثقافية التي نظمت بالموازاة مع المعرض الجهوي للكتاب في دورته ال 12، مبرزا أن فعاليات التوقيعات التي عرفتها هذه الدورة، كانت متنوعة، لا من حيث اللغات المستعملة في الكتابة (العربية والفرنسية والامازيغية) ولا من حيث المقاربة النوعية للكتابات.

وذكر، في هذا الصدد، بأنه تم تنظيم حفل لتوقيع إصدارات حول مراكش بأقلام نسائية، مثل كتاب “الطنجية المراكشية ومحيطها من الأدبيات الشعبية” للطيفة العاصمي، و”نساء مراكش تقاليد مدنية وفنون عيش” لفوزية الكنسوسي، و”ألبسة وتقاليد مراكش” للطيفة طبايلي ، فضلا عن توقيع مجموعة من الكتب من بينها “حذاء الرجل اليسرى”، باللغة الامازيغية لمؤلفه أحمد حداشي، وآخر تحت عنوان” ذاكرة الغد” للكاتب بوبكر فهمي باللغة الفرنسية.

وتضمن برنامج المعرض الجهوي للكتاب، أيضا، تنظيم معارض للفنون التشكيلية، منها معرض حول “يهود المغرب والأندلس والرافد العبري في التشكيل المغربي المعاصر”، بالإضافة إلى أربعة معارض للصور الفوتوغرافية، هي “الله يعمرك أ مراكش”، و”نبش في ثنايا الحميمية بين الذاكرة والمتخيل”، ومعرض للرحلة المتحركة بعنوان “فرانش إيموشن”، وآخر حول “أدوات ومواد صناعة الحبر”.

وترسيخا للأبعاد التكوينية والتعلمية نظمت 13 ورشة تكوينية رامت ترسيخ جوانب مرتبطة بثقافة الكتاب وجعل القراءة سلوكا مكتسبا لاسيما في صفوف الشباب والناشئة من الأطفال.



جدير بالذكر أن الدورة ال 12 للمعرض الجهوي للكتاب، المنظم بمبادرة من المديرية الجهوية للثقافة مراكش-آسفي، تحت شعار “القراءة العمومية ورهان التنمية”، اشتملت على برمجة غنية ومتنوعة همت، بالإضافة إلى توقيع إصدارات جديدة لثلة من الكتاب والمؤلفين والمبدعين، برمجة ندوات علمية قاربت تيمات “الإعلام والحقوق الثقافية”، و”الكتاب المخطوط وتحقيقه”، و”الثقافة المغربية واللغات الشرقية”، و”الترجمة وسؤال الهوية”، و”الكتب والمكتبات بمراكش العالمة”، شارك فيها مجموعة من الأساتذة والباحثين المتخصصين.

وتسعى المديرية، من خلال توطين هذه التظاهرة، والتي “ستصبح موعدا سنويا قارا”، في إطار تنزيل التوجهات الكبرى لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، الرامية إلى دعم القراءة العمومية ونشر الكتاب، إلى جعل الكتاب في صلب الاهتمامات اليومية للمواطنين، وتجسير التواصل الإبداعي بين المؤلفين وعموم المهتمين بالشأن الثقافي، وإثارة النقاش العمومي حول قضايا الكتاب وتحدياته الراهنية استشرافا لمجتمع المعرفة.