
إن الفطنة السياسية و خبرة التسيير لا تأتي من فراغ بل هي وليدة سنوات من التجارب بحلوها و مرها ، بنجاحها وفشلها ، بحروبها وسلامها ، فترتسم في محيى السياسي من خلال نظراته و إتزان كلامه ، لقد أطنبنا في حديثنا على المرحوم سي عمر الجزولي ولكن نستطرد لنتحدث عن السياسي محمد نكيل رئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي ، فكما يقال الطباع سراقة والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض ، فعدة خصال و صفات سياسية و اجتماعية يتصف محمد نكيل تذكرك بالمرحوم سي عمر الجزولي ، كيف لا وهو الذي عاشره في أوج حقبته السياسية ، إننا هنا لا نلقي الورود ولا نقوم بفلترة صورة سياسية على حساب صورة سياسية أخرى ، ولكن نتكلم بكل تجرد بعيدا عن أي حزازات سياسية أو أشياء أخرى .
إن موضوعنا هذا كنا سنخوض فيه قبل أسبوع من الآن و إرتئينا أن ننتظر إلى حين عقد دورات مجالس المقاطعات لننظر فيها، و بالفعل بعد توصلنا بالنقاط التي نوقشت في المقاطعات الخمس ، تأكد رأينا و تجلت النظرة الثاقبة لرئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي من خلال رفع ملتمس إلى جماعة مراكش قصد وضع قرار تنظيمي للمقابر الجماعية ، وهو قرار لاحظنا أنه لم تعط له أي أهمية إعلامية و لم نلاحظ مناقشته في أروقة صفحات التواصل الاجتماعي ، ولكن نعتبره نحن قرار مهم جدا لمدينة مراكش و موضوع له راهنية كبيرة و يمس جميع المراكشيون لأن كرامة الموتى جزء لا يتجزأ من كرامة الأحياء ، وأكيد أن السيدة فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مدينة مراكش و معها جميع أعضاء المجلس الجماعي سيتفاعلون بالإيجاب مع الموضوع ، فإحداث مقابر نموذجية مع قوانين تنظيمية لها ( كما معمول به في بعض مدن المغرب ) أصبح مطلب جميع ساكنة مدينة مراكش في جميع مناطقها ، فرد الإعتبار للمقابر بمثابة رد الإعتبار للمواطنين فحرماتها من حرماتهم ، كما من شأن هذا القرار أن يدر على جماعة مراكش عدة موارد مالية من رسوم الدفن التي لا تستخلص الآن ، و من شأنه كذلك أن يوفر عدة مناصب شغل قارة و في ظروف اشتغال قانونية .
نعم إن مثل هذه القرارات هي التي تميز بين السياسي الذي ينظر وبين السياسي الذي يدبر ، وهؤلاء هم السياسيين الذين تحتاجهم المدينة ويحتاجهم الوطن ، لهذا اتضح لنا لماذا كثيرا ما تكرر أمامنا مشهد السيدة فاطمة الزهراء المنصوري و هي تسر كلاما في أذن السيد محمد نكيل وهو كذلك ، فالمستشار مؤتمن و يجب أن تتوفر فيه صفتين الحكمة و الثقة ، ونحن كذلك سنسر في أذن السيد محمد نكيل كلاما ولو أنه سيقرئه الجميع فلا بئس بذلك ، فنقول وما نحن أعلم من أبناء سيدي يوسف بن علي ، إن منطقة سيدي يوسف بن علي تشهد عدة أوراش و مشاريع تحسب للمجلس الجماعي ولمجلس المقاطعة ، وأكيد أن هذا سيعود بالنفع الكبير على المنطقة و على ساكنتها ، ولكن الأهم من ذلك هو جمع شمل أبناء سيدي يوسف بن علي جمعيات مدنية و إخوة سياسيين ، فالمنطقة تحتاجكم جميعا كالجسد الواحد إذا اشتكى له عضو تداعى له جميع الجسد بالسهر و الحمى ، وما قلنا هذا الكلام إلا ونحن على يقين تام أن المراد سيتحقق لأن جميع القلوب طيبة وتبتغي الصالح العام .
أتطلب من أخ خلقًا جليلاً
وخَلْقُ الناس من ماء مهين
فسامح إِن تَكَدَّرَ وُدُّ خِل
فإنَّ المرء من ماء وطين
Be the first to comment