وادي كريمة
تعيش مدينة الجديدة منذ أيام على وقع استنفار أمني واسع وغير مسبوق، استعداداً لاحتضان الدورة الجديدة من فعاليات الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، المزمع تنظيمها في الفترة الممتدة من 17 إلى 21 ماي الجاري، تحت شعار: “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”.
وفي إطار التحضيرات الجارية، شهدت المدينة تعزيزات أمنية استثنائية، حيث تم استقدام أكثر من 2100 عنصر من رجال ونساء الأمن من مختلف ربوع المملكة، بهدف تأمين هذا الحدث الوطني البارز وضمان نجاحه تنظيماً وأداءً. وقد تحولت الجديدة إلى مدينة ترتدي الزي الرسمي للأمن، في مشهد يعكس حجم التعبئة الأمنية، مع انتشار كثيف للعناصر الأمنية في الشوارع، المحاور الرئيسية، والمناطق الحيوية.
بالموازاة مع ذلك، تعرف المدينة سلسلة من الأشغال والإصلاحات اللوجستيكية الكبرى، تروم تهيئة البنية التحتية واستقبال الوفود الرسمية والزوار في أفضل الظروف، حيث يُنتظر تنظيم استقبال رسمي رفيع مساء يوم الجمعة 16 ماي، بحضور المدير العام للأمن الوطني، السيد عبد اللطيف الحموشي، الذي سيشرف على إعطاء الانطلاقة الرسمية للمعرض بمركز المعارض محمد السادس.
وتعد هذه التظاهرة مناسبة وطنية كبرى تتيح للمواطنين فرصة الاطلاع عن كثب على مختلف مهام وتخصصات الأمن الوطني، من خلال عروض تقنية، علمية، أمنية وإدارية، تسلط الضوء على التطورات الحديثة التي شهدها الجهاز الأمني المغربي على المستويات البشرية والتكنولوجية.
وتنسجم هذه الفعالية مع سياسة الانفتاح والتواصل التي تنتهجها المديرية العامة للأمن الوطني، والتي جعلت من التفاعل مع المواطن دعامة أساسية في عملها اليومي. وقد أثنى العديد من المراقبين على هذا التوجه، مؤكدين أن المؤسسة الأمنية تمكنت من التفوق في هذا المجال على قطاعات عمومية أخرى لا تزال تعتبر التواصل شأناً ثانوياً.
كما يُرتقب أن تستقطب هذه الدورة حضوراً جماهيرياً واسعاً من مختلف الفئات، لاسيما التلاميذ والطلبة والأسر، بالنظر لما تقدمه من محتوى تحسيسي وتربوي غني وتفاعلي. ومن المتوقع كذلك أن تشكل التظاهرة دفعة اقتصادية وسياحية لمدينة الجديدة، في ظل التوافد المنتظر لآلاف الزوار من مختلف جهات المملكة، ما سيساهم في إنعاش الحركة التجارية وتكريس صورة المدينة كوجهة حضارية، آمنة ومضيافة، قادرة على احتضان تظاهرات وطنية كبرى
