
متابعة: محمد الحجوي
في مدينة تملالت التابعة لإقليم قلعة السراغنة، يتحوّل مشروع شبكة الصرف الصحي من مبادرة تنموية طال انتظارها إلى مصدر معاناة يومية لسكان المدينة. فبينما لا تزال الأشغال تراوح مكانها دون أفق واضح للانتهاء، تتسع دوائر الاستياء الشعبي، وتتزايد المخاوف من تبعات صحية وبيئية خطيرة.

الطرقات المقطوعة، الحفر المفتوحة، والمخلفات الإنشائية باتت مشهدًا يوميًا في شوارع المدينة، لا سيما بالقرب من المدارس والمرافق الحيوية. هذه العوائق لا تُعطّل فقط حركة السير، بل تُربك أيضًا الأنشطة التجارية، حيث عبّر عدد من أصحاب المحلات عن تضرّرهم من تراجع عدد الزبائن نتيجة صعوبة الوصول.

السكان الذين استبشروا خيرًا ببداية المشروع قبل شهور، باتوا اليوم يتساءلون: إلى متى سنظل رهائن لمشاريع لا تُستكمل؟ ما الجدوى من الوعود التنموية إذا كانت تُترجم على الأرض بمزيد من المعاناة؟ الغياب التام لأي تواصل رسمي أو توضيحات من الجهات المسؤولة يزيد الطين بلّة، ويُغذي مشاعر الغضب والإحباط.

لقد أضحى المشروع، الذي كان من المفترض أن يُسهم في تحسين جودة الحياة، عبئًا حقيقيًا يهدّد الصحة العامة ويُعيق التنمية المحلية. الأمر لم يعد يتعلّق بتعثر تقني أو تأخير زمني فحسب، بل بتقصير إداري واختلال في التواصل والمسؤولية.
ما يحدث في تملالت ليس حالة استثنائية، بل صورة مصغّرة لأزمة أوسع تعاني منها العديد من المناطق في ظل ضعف الرقابة وغياب الحكامة الجيدة في تنفيذ المشاريع العمومية. ومع ذلك، لا يزال الأمل معقودًا على تحرّك عاجل وفعّال من قبل الجهات الوصية، لتدارك الوضع وتصحيح المسار.
إن إنهاء هذا المشروع المتعثر ليس ترفًا ولا إنجازًا، بل واجب مستحق تأخر كثيرًا. وسكان تملالت لا يطلبون المستحيل، بل فقط الحد الأدنى من الاحترام لحقوقهم في بيئة سليمة، وبنية تحتية تليق بكرامتهم.
فهل ستخرج تملالت من عنق الزجاجة؟ أم ستبقى مثالًا جديدًا على البيروقراطية واللامبالاة؟ سؤال مفتوح، جوابه يجب أن يُكتب على أرض الواقع، لا في بيانات رسمية أو خطب موسمية.
Be the first to comment