براهيم أفندي
شهدت مدينة الجديدة مساء السبت واقعة مثيرة أثارت جدلا سياسيا وأمنيا، بعدما تقدم عبد الإله أوعيسى، رئيس جماعة سيدي قاسم والمنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بشكاية رسمية إلى مصالح الدرك الملكي بأزمور، يتهم فيها نائبا برلمانيا سابقا عن الإقليم بمحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
و مضمون الشكاية، فإن الحادث وقع حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلاً، على الطريق المداري الرابط بين أزمور والجديدة، عندما كان أوعيسى في طريقه رفقة أسرته لحضور حفل فني، قبل أن يتعرض، حسب روايته، لهجوم وصفه بـ”الهوليودي” بسيارة من طرف المشتكى به، الذي تعمد صدم مركبته ومحاولة إلحاق أضرار جسدية ومادية به وبأفراد أسرته، ثم لاذ بالفرار.
الحادثة التي خلفت صدمة واسعة، جرى توثيقها عبر كاميرات المراقبة، وهو ما يُرتقب أن يشكل معطى حاسماً في مجريات التحقيق، خاصة بعد دخول النيابة العامة على الخط وفتحها تحقيقاً عاجلاً لتحديد ملابسات الواقعة والوقوف على طبيعتها الجنائية.
في السياق ذاته، أصدرت المنظمات الموازية لحزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم سيدي قاسم بلاغاً تعلن فيه تضامنها الكامل مع عبد الإله أوعيسى، مستنكرة ما وصفته بـ”أساليب العنف والبلطجة” لتصفية خلافات سياسية ضيقة.
وأضاف البلاغ: “السياسة أخلاق ومسؤولية وتنافس شريف على خدمة المواطنين، ويمكن أن نختلف في التوجهات والرؤى، لكن المس بالحياة الخاصة والحريات الفردية والمحيط الأسري خط أحمر لا ينبغي تجاوزه”. ودعت التنظيمات الحزبية مختلف الفرقاء السياسيين بالإقليم إلى التحلي بروح المسؤولية وضبط النفس، حفاظاً على صورة المشهد السياسي محلياً.
وتبقى نتائج التحقيق القضائي المرتقب حاسمة في تحديد المسؤوليات، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية بسيدي قاسم توتراً غير مسبوق.
