لا تزال ساكنة حي الحارة بباب دكالة بمراكش تترقب، بقلق كبير، تفعيل المشروع الجماعي الذي يقضي بتحويل الموقع الذي كان يضم ضريح “سيدي بنور” إلى فضاء أخضر وُعدت به منذ بداية سنة 2025، عقب مصادقة المجلس الجماعي للمدينة على تهيئة المقبرة منذ أكثر من 48 سنة وتحويلها إلى حديقة عمومية.

وفي خطوة أولية، باشرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عملية هدم سور الضريح المجاور للمقبرة المهجورة، وهي خطوة لاقت استحسان الساكنة، لكنها لم تكن سوى بداية لمشروع طموح توقفت عجلاته دون توضيح الأسباب.

وتحوّلت المقبرة المهملة، الواقعة في موقع استراتيجي وسط المدينة العتيقة، إلى مأوى للمنحرفين والمتشردين وذوي السوابق العدلية، وباتت تشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن العام وراحة سكان الحي، في ظل تفشي مظاهر الانحراف، واستهلاك المخدرات، وتجمّع ما يُعرف محليًا بـ”الشمكارة” في جنباتها.

ورغم المطالب المتكررة من فعاليات المجتمع المدني والمواطنين، لا تزال أكوام النفايات والحبال والأتربة تغزو أرض المقبرة، مما يزيد من معاناة الساكنة، سواء على المستوى النفسي أو الصحي، في ظل تنامي الحشرات والقوارض، وتدهور جمالية الحي التاريخي الذي يشكل أحد مداخل المدينة السياحية.

وتجدر الإشارة إلى أن المقبرة كانت قد تعرضت لحريق مهول السنة الماضية، زاد من تعقيد الوضع، دون أن تعقبه تدخلات فعلية لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء الذي كان من الممكن أن يُحول إلى متنفس بيئي واجتماعي لفائدة سكان المنطقة.
ويتساءل عدد من المهتمين بالشأن المحلي عن مآل مشروع التهيئة الذي وُضع على طاولة المجلس الجماعي منذ أشهر، في ظل غياب أية بوادر لإطلاق الأشغال، رغم توفر التصور والاعتماد المالي المبدئي، خاصة وأن تحويل المقبرة المهجورة إلى حديقة عمومية من شأنه أن يضفي قيمة مضافة على المشهد الحضري للمدينة، ويكرس رؤية مراكش كمدينة للسياحة الخضراء والثقافة.
وتناشد الساكنة والي جهة مراكش آسفي، والمجلس الجماعي، والجهات الوصية، بضرورة التسريع في تنزيل هذا المشروع الذي طال انتظاره، وتحمّل المسؤولية الكاملة في ما آل إليه الوضع داخل هذا الفضاء، الذي تحول من موقع تاريخي إلى بؤرة تهدد الأمن والسكينة العمومية.















