مونية هاجري
تقرير المندوبية السامية للتخطيط عن مسار التنمية (2000-2023) قدّم أرقاما لامعة: ارتفاع الدخل الفردي، القضاء شبه التام على الفقر المدقع، ودخول المغرب نادي الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة.
لكن أي مواطن بسيط سيقرأ هذه الأرقام سيبتسم بمرارة: أين هي هذه التنمية التي لا تنعكس على جيبه ولا على يومياته؟
فالمغاربة يكتوون بغلاء المعيشة وتآكل القدرة الشرائية، والفقر يعود من جديد ليضرب المدن كما القرى، فيما الفوارق الاجتماعية ترتفع إلى مستويات مطلع الألفية.
والأدهى أن قطاعي الصحة والتعليم، اللذين يفاخر بهما التقرير، يعيشان اليوم أزمة حقيقية: مدارس مكتظة بلا جودة، ومستشفيات تفتقر لأبسط الشروط الإنسانية، من أدوية وأسرة وأطباء.
الحقيقة المرة أن ما تقدمه المندوبية مجرد تنمية على الورق؛ أما الواقع، فيكشف أن ربع قرن من السياسات لم ينجح سوى في إعادة إنتاج نفس الأعطاب: هشاشة أمام الأزمات، غياب رؤية اجتماعية، وفشل في تحقيق العدالة.
فهل تكفي الأرقام الملمّعة لإخفاء واقع مغاربة يبحثون عن كرامة في المدرسة والمستشفى قبل أن يبحثوا عن مؤشرات في تقرير رسمي؟















