تعزيز الأمن المدرسي في قلعة السراغنة: استراتيجية وطنية تترجم على أرض الواقع

هيئة التحرير21 نوفمبر 2025269 مشاهدة
تعزيز الأمن المدرسي في قلعة السراغنة: استراتيجية وطنية تترجم على أرض الواقع

قلعة السراغنة _ الحجوي محمد

تواصل المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال المنطقة الإقليمية للأمن بقلعة السراغنة، تنزيل الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالأمن المدرسي، عبر مجموعة من التدابير الهادفة إلى تعزيز الحضور الأمني وتأمين محيط المؤسسات التعليمية، بما يضمن حماية التلاميذ والأطر التربوية من مختلف الشوائب الأمنية والظواهر المنحرفة.

تأتي هذه الجهود في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية التي تولي أهمية قصوى لقطاع التعليم، وتعتبر تأمين المحيط المدرسي ركيزة أساسية لتحسين جودة التربية والتكوين. وتماشياً مع الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2030-2015، التي تشدد على ضرورة توفير فضاء مدرسي آمن يحفظ كرامة المتعلمين وهيئة التدريس.

تشمل التدابير الأمنية المطبقة تعزيز الدوريات الأمنية المرئية في أوقات الدخول والخروج من المدارس، ونشر فرق أمنية متخصصة في مراقبة محيط المؤسسات التعليمية. كما تتضمن هذه الإجراءات تنظيم حملات تفتيشية استباقية للكشف عن حيازة المواد الممنوعة أو الخطيرة، إلى جانب تكثيف العمليات الرامية إلى مكافحة ترويج واستهلاك المخدرات في محيط المؤسسات التعليمية.

لا تقتصر الجهود على الجانب الأمني التقليدي، بل تمتد إلى الجانب الوقائي من خلال تنظيم أنشطة تحسيسية لفائدة التلاميذ. تهدف هذه الأنشطة إلى نشر الوعي حول مخاطر الانحراف والجريمة والعنف المدرسي، وإلى ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني في الوسط المدرسي. كما يتم تنظيم زيارات ميدانية للتلاميذ لمقرات الأمن للتعريف بمهام رجال الأمن وآليات عملهم.

تعتمد هذه الاستراتيجية على مقاربة تشاركية تتضمن تعزيز التعاون مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، والسلطات المحلية، والفاعلين التربويين. يهدف هذا التعاون إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات، وإلى إرسال رسالة طمأنة إلى الأسر بأن أبناءهم في فضاء آمن. كما يتم عقد اجتماعات دورية لتقييم الحالة الأمنية وتطوير آليات التدخل.

تشير المعطيات الميدانية إلى أن هذه التدابير قد أسهمت في تحسين مؤشرات الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية بالمنطقة. كما ساهمت في خلق بيئة مدرسية أكثر استقرار وأمان، وهو ما ينعكس إيجاباً على التحصيل الدراسي وجودة العملية التعليمية ككل.

تمثل هذه الجهود نموذج للتكامل بين الأدوار الأمنية والتربوية في بناء الإنسان وحماية مستقبل الأجيال الصاعدة. وهي تجسد الإرادة المشتركة لجميع الفاعلين في جعل المدرسة فضاء للتعلم والإبداع، بعيداً عن أي تهديدات أو مظاهر انحرافية.

شارك المقال
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة