كشفت دراسة حديثة حول مسببات أمراض السرطان، نشرتها مجلة “lancet” البريطانية، أن الأسباب الرئيسية للأورام تعود بالأساس إلى التدخين واستعمال الكحول وسوء التغذية والتلوث.
حملت الجريدة سؤالا يتعلق بما ورد في الدراسة إلى حسناء العلوي، طبيبة متخصصة في تشخيص وعلاج الأورام السرطانية، والتي أكدت بدورها أن الأسباب التي خلصت إليها الدراسة هي نفسها المؤدية إلى السرطان بالمغرب، والمسؤولة عن الوفيات في صفوف المصابين بهذا المرض.
وأوضحت الطبيبة المتخصصة في تشخيص وعلاج الأورام السرطانية أن التدخين لمدة تزيد عن ثلاثين سنة يؤدي لا محالة إلى سرطان الرئة لدى نسبة كبيرة من الرجال على وجه الخصوص مقارنة بالنساء، باعتبار أن نسبة المدخنين من الذكور مرتفعة؛ في حين تبقى الكحول مسؤولة عن أمراض الكبد.
وزادت المتحدثة أن طعام المغاربة صار شبيها بنظام التغذية في الدول الغربية الذي تطغى عليه المأكولات السريعة، واللحوم التي تؤدي إلى زيادة الوزن وبالتالي تراكم الأمراض.
وأشارت حسناء العلوي إلى أن السرطان الأكثر انتشارا عند النساء هو سرطان الثدي الذي يكون وراثيا في أغلب الحالات، ثم بسبب تناول اللحوم والسكريات ومشتقات الحليب.
وحسب الخبيرة الطبية ذاتها، فإن نسبة خمسين في المائة من حالات السرطان تظل غير معروفة الأسباب، وتحتاج مزيدا من التدقيق.
ومن جهة أخرى، شددت المتخصصة على أهمية الوقاية بالفحص المبكر أولا، كالكشف عن طريق “الماموغرافي” بالنسبة لسرطان الثدي عند النساء فوق الخمسين سنة، وفوق الأربعين سنة بالنسبة للنساء اللواتي يواجهن عامل الوراثة.
وتجدر الإشارة إلى أن الكشف بالماموغرافي لا ينصح به بالنسبة للنساء أقل من خمس وثلاثين سنة؛ بالنظر إلى وجود نسبة عالية من الهرمونات في الثدي في هذا السن والتي تحول دون الوصول إلى نتائج دقيقة، ويبقى الكشف بالأشعة المغناطيسية الوسيلة الناجعة. أما بالنسبة لسرطان الرئة فيمكن الكشف عليه بواسطة جهاز “السكانير” على الرغم من الخطورة التي يطرحها هذا الفحص بشكل دوري، لأن تعريض الرئة للأشعة قد يؤدي بدوره إلى السرطان.
من جانبه، قال يوسف الخلطي، طبيب اختصاصي في علاج السرطان بمراكش، إن تجنب العوامل التي ذكرتها الدراسة يمكن أن يقلص من نسبة الوفاة بالسرطان بحوالي 20 في المائة، خصوصا عند الرجال.
ومن خلال معاينته للحالات الوافدة عليه، أكد الطبيب أن سرطان الرئة المرتبط بعامل التدخين يشكل السواد الأعظم، ثم سرطان المعدة بسبب تعاطي المواطنين لأكلات تحتوي على نسبة مهمة من الملح والحموضة، كالطنجية مثلا، يليه سرطان القولون عند الأشخاص الذين يكثرون من اللحوم الحمراء.
وأفاد الخلطي بأن “نسبة 50 في المائة من السرطان لا نعرف أسبابها المباشرة. لذلك، وجب علينا القيام بالفحص المبكر وتطوير العلاج”، مسجلا بأسف عدم وجود برنامج فعال وواضح لدى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بخصوص محاربة أسباب السرطان على الرغم من الجهود المبذولة في الرفع من نسبة التشخيص المبكر.
وأكدت الدراسة الحديثة حول مسببات أمراض السرطان، التي نشرتها المجلة البريطانية سالفة الذكر، على أهمية مباشرة العلاج بشكل مبكر للحد من الوفيات بسبب السرطان. كما ينصح بالعناية بالصحة النفسية للفرد والابتعاد عن التوتر الذي قد يكون نقطة البداية للإصابة بالسرطان، أو الإصابة بمجموعة من الأمراض كالقولون العصبي، وأمراض المعدة عن طريق تكاثر جرثومة المعدة بسبب التوتر لفترة طويلة.