بقلم ذ. ادريس المغلشي
ما اكثر سقطاتك ياوزير ..!
وهل قدرنا ان نعيش العبث مع هذه النماذج فكلما حلت تشكيلة حكومية تبعتها فضائح تزكم الأنوف. آخرها ما أصبح يعرف بفضيحة مباراة المحاماة والتي ابانت عن منطق ساد لعقود من الزمن ولم نقطع معه في بلدنا السعيد “باك صاحبي” وقد اصبحت الآن بمنطق “خيرنا مايديه غيرنا ” عبر عملية توريث المناصب من خلال المباريات كنا في السابق نعيش هذا الإشكال بشكل سري محبوك “حسي مسي ” الآن اصبح علانية وبـ”العلالي” وبمنطق “لوزيعة ” بين اغلبية ومعارضة متواطئة لاهم لها سوى الانا والقريب ومادونهم الطوفان.
الكل لاذ بالصمت ولم نجد سوى منابر صحفية وطنية ودولية تستنكر هذا الفعل. وابان السياسي مرة اخرى عن انتهازية مقيتة. ستزيد لامحالة من فقدان الثقة في العمل السياسي مادامت العينة الفاسدة التي امامنا تقدم اسوا نموذج .
شكرا الاستاذ وهبي الذي عرى واقعا مأزوما ينخر دواليب الادارة بمنطق الزبونية والمحسوبية وينسف كل مناطق الثقة والامل في مؤسساتنا .
شكرا لك السيد الوزير لانكم أكدتم معطى اساسي أن نجاح كرة القدم الأخير تم خارج الوطن وبأغلبية لاعبين محترفين بالخارج ولم يدم الفرح سوى ايام قليلة . عجيب أمر هذاالوطن .حتى الفرح فيه عمره قصير. لان الواقع شيء آخر .
وهبي يصر دائما على مفاجأتنا الى حدود الصدمة . عرفت الرجل في السياسة على الأقل متقلب المزاج لايستقر على رأي . مندفع في الحوار لايزن الكلام سريع الخصام يقع في مطبات لسانه وكوارث تصريحاته . ممايجر عليه انتقاذات شديدة، منذ اصبح امينا عاما وهو يرتكب اخطاء سياسية قاتلة. اتساءل مع نفسي من خلال متابعتي لهذه النماذج هل بمثلها سنحقق أهدافنا المجتمعية ؟ لماذا نصدم في كل تجربة ومحاولة سياسية بمثل هؤلاء الذين يفشلون في اولى خطواتهم؟
لن اعد سقطاتك فهي كثيرة ومستفزة ولاتنتهي مادمت في المسؤولية . واتوقع نهاية مسارك السياسي قريبا لتختفي كمن سبقوك في اول تعديل حكومي .
أكبر معضلة يعيشها البلد غياب تكافؤ الفرص في الحقوق مع الأسف الشديد .وللرد على ترهات او دفوعات وزير العدل بمنطق القانون الذي يرى في حرية الرأي والتعبير عدوا اولا له على الاقل حتى يثبت العكس من خلال تصريحاته المتكررة والتي تشبه الى حد بعيد اشكالا من الوعيد لترقى لمستوى متطرف مخيف . نحن ننشط في فضاء الفيسبوك فهو الملاذ الوحيد ولن نتنازل عن دورنا مهما كلف الأمر ولن تخيفنا كلماتك السيد الوزير ولا تهديداتك وقد تصدينا لمن سبقوك في الفصل المعلوم .
في رد مرتجل وغير محسوب وقع فيه عبر تصريح للصحافة جوابا على سؤال تداعيات وحيثيات مباراة المحاماة، جاءت تناقضات بالجملة و ملاحظات كثيرة نقتصر على الاهم منها حيث تناقض الوزير مع نفسه من خلال قول انه زاد في عدد المناصب رغم تعرضه للضغط حيث رفع العدد بدعوى ان المباراة لا تتعلق بالمناصب في المؤسسات العمومية وهنا اقول لماذا الاقتصار على رقم معين قليل بالمقارنة مع عدد المرشحين من خلال النسبة المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات .اعتماد الطريقة الكندية في مهنة تطلب جراة في الطرح وصياغة في المقال بدعوى كلفة التصحيح اسقط قيمة المباراة من حيث النوع والكم بل اعتبره بعض المهتمين هندسة قبلية للنتيجة قبل اجرائها خدمة للفئة المحظوظة .
ظهور اسماء عائلية متتالية في اللوائح فضيحة مكتملة الاركان لايمكن انكارها مهما حاول البعض .من حق ابن الوزير النجاح كباقي المواطنين لكن ليس لابناء عائلة كاملة . المستفز ان يطلع السيد الوزير بتصريح صادم استفز مشاعر عموم الشعب وخلق جوا متوثرا لدى الراي العام. وهنا يظهر جليا ان السيد وهبي لم يكن ولن يكون رجل سياسة لافتقاده لاسلوب الرد واللباقة المطلوبة .لقد اصبح مجالا مفتوحا للسخرية من قبيل شرط النجاح في المحاماة ليس الكفاءة والاستحقاق بل يكفي ان تكون عندك اجازة من كندا (وباك لاباس عليه وعندو الفلوس ) .
تصريح غير مسؤول في ظل ازمة اقتصادية خانقة وضيق عيش ضاغط على المواطن المقهورالذي ينتظر فرصة من اجل انقاذ نفسه و اسرته. مهزلة جعلت عموم المعطلين في سلك الحقوق ينتفضون ضد هذه المعايير المجحفة ويعلنون رفضهم لهذا الاجراء المتلاعب فيه ويثورون على السيد الوزير .