محمد كرومي
شهدت طريق سيدي حرازم قرب دوار الكعدة حادثة سير خطيرة بعد انقلاب سيارة نقل مدرسي كانت تقل حوالي 15 تلميذاً. الحادثة وقعت نتيجة انزلاق السيارة بفعل التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها المنطقة اليوم، مما تسبب في نقل جميع المصابين إلى المستشفى الإقليمي بمدينة فاس لتلقي العلاجات الضرورية.
وحسب مصادر محلية، فإن التلاميذ كانوا في طريقهم إلى منازلهم بعد انتهاء اليوم الدراسي. الانقلاب أدى إلى إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف التلاميذ، حيث عبّر الأهالي عن قلقهم العميق جراء الحادثة التي تأتي في سياق سلسلة من الحوادث المماثلة التي تشهدها الطرق المغربية بسبب سوء الأحوال الجوية وتدهور البنية التحتية في بعض المناطق.
تُسلط هذه الحادثة الضوء على ظاهرة “حرب الطرق” التي لا تزال تشكل أزمة حقيقية في المغرب. وفقاً لإحصائيات الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، يُسجل المغرب آلاف الحوادث المرورية سنوياً، ما يخلّف خسائر بشرية واقتصادية جسيمة. وتعد السرعة المفرطة، والتهاون في صيانة الطرق، وسوء الأحوال الجوية من أبرز الأسباب وراء هذه الحوادث.
في ظل تزايد حوادث السير، باتت الحاجة ملحّة لتعزيز إجراءات السلامة الطرقية، لا سيما في المناطق الريفية التي تعاني من ضعف البنية التحتية. كما يجب تحسين جودة وسائل النقل المدرسي وضمان توفر وسائل آمنة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
أعرب سكان المنطقة عن استيائهم من وضعية الطرق وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة المخاطر الناجمة عن التساقطات المطرية. وأكدوا على ضرورة تدخل السلطات لتحسين البنية التحتية ووضع برامج توعوية للحد من الحوادث المميتة.
يبقى السؤال المطروح: إلى متى ستستمر معاناة المغاربة مع نزيف الطرق؟ الحادثة المؤلمة التي شهدتها طريق سيدي حرازم تذكرنا جميعاً بأن السلامة الطرقية ليست مسؤولية فردية فقط، بل هي قضية مجتمعية تتطلب تكاثف الجهود بين المواطنين والسلطات لتحسين الأوضاع وإنقاذ الأرواح.
Be the first to comment