محمد الغلوسي: لوبي الفساد يهدد الإصلاح والتنمية ويغتال آمال المجتمع

في مشهد يعكس تعقيدات العلاقة بين السلطة والمال، يُواصل لوبي الفساد المتحالف مع تجار الريع والساعين إلى تعطيل الإصلاحات الديمقراطية، نهجه القائم على ترهيب المجتمع وتكميم الأفواه. هذا اللوبي، الذي راكم ثروات هائلة عبر استغلال مواقع السلطة والمسؤولية، يسعى إلى فرض واقع سياسي يقوم على إخضاع المجتمع للقبول بالظلم والفساد كقدر لا مفر منه.

يسعى هذا اللوبي بكل الطرق إلى عرقلة أي مسار نحو تخليق الحياة العامة ومكافحة الفساد. ومن أبرز الأدوات التي لجأ إليها إقبار تجريم الإثراء غير المشروع وعرقلة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد. كما يعمل على منع الجمعيات من الإبلاغ عن جرائم الفساد، التي تُعتبر أحد أبرز مصادر الاغتناء غير المشروع لرموزه.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل عمد اللوبي إلى تقويض دور النيابة العامة في تحريك الأبحاث والمتابعات القضائية، كما شن هجوماً على الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة، مستهدفاً مجهوداتها في هذا المجال، في محاولة واضحة لتجريدها من أي تأثير فعلي.

ما يزيد خطورة الوضع هو تحالف لوبي الفساد مع شبكات المخدرات ومافيات تبييض الأموال، مما يخلق شبكة مصالح مترابطة تهدف إلى تكريس التخلف وتعطيل التنمية. هذا التحالف لا يهدد فقط الإصلاحات الديمقراطية، بل يضعف الدولة برمتها ويجعل المجتمع رهينة لهذه المصالح المدمرة.

في مواجهة هذا الوضع المقلق، تتجدد الدعوات إلى القوى الوطنية والضمائر الحية لعدم السكوت عن هذه الممارسات التخريبية. المطلوب اليوم هو التصدي بحزم لهذه اللوبيات التي تغولت وأصبحت تهدد المصالح العليا للوطن. حماية مستقبل البلاد تستدعي تضافر الجهود لإيقاف هذا المسعى التدميري والوقوف صفاً واحداً ضد الفساد بجميع أشكاله.

بقلم: محمد الغلوسي

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*