في خطوة تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتنظيم الأنشطة الاقتصادية بساحة جامع الفناء، عبر ممثلو أرباب الحنطات المخصصة للمأكولات عن ارتياحهم للقاء الذي جمعهم بعمدة مراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، الثلاثاء الماضي. جاء هذا اللقاء بعد جولة ميدانية قامت بها العمدة برفقة والي جهة مراكش وعدد من المسؤولين المحليين، حيث شملت تفقد الساحة العالمية والوقوف على تحدياتها لوضع اللمسات الأخيرة لانطلاقة أشغال إعادة التهيئة وتثمين الساحة العالمية المصنفة ضمن الثرات الشفاهي اللامادي من طرف المنظمة الأممية اليونسكو.
وخلال الاجتماع مع ممثلي جمعية أرباب حنطات المأكولات، تم الاتفاق بالإجماع على إعادة توزيع مواقع الحنطات وفق تصميم هندسي جديد على هيئة حرف “L”، واعتماد قرعة شفافة لضمان العدالة في توزيع المواقع. كما أكدت العمدة التزامها بتوفير نماذج أكشاك جديدة خفيفة وسهلة التركيب، بدلاً من الهياكل الحديدية الثقيلة التي كانت تسبب صعوبات لوجستية. وأشارت إلى العمل على حل مشكلة مواقع ركن العربات، التي أصبحت تشكل عائقًا بسبب رفض بعض الملاك تخصيصها لهذه الغاية، مع السعي لتوفير مركن بديل يناسب احتياجات الجميع.
هذه التطورات تأتي ضمن مشروع إعادة تهيئة وتثمين ساحة جامع الفناء، الذي ظل معلقًا منذ سنوات على الرغم من انطلاقته الأولية عقب الزيارة الملكية لمراكش عام 2017. يندرج المشروع ضمن برنامج “تأهيل وتثمين المدينة العتيقة”، الذي يُعد جزءًا من المبادرة الملكية “مراكش الحاضرة المتجددة”، التي انطلقت عام 2014.
يشار إلى أن الجولة التفقدية، جرى فيها الاطلاع على المواد المستخدمة في تبليط الساحة، بما في ذلك الأرضيات الخاصة بأكشاك المأكولات، مع تحسين شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي. وأكدت المنصوري أن المشروع يسعى لتحقيق توازن بين الجمالية والمتانة مع الحفاظ على الطابع التاريخي للساحة، المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، مما يضفي أهمية استثنائية على تطويرها والحفاظ عليها.
العمدة أوضحت أن المشروع يهدف إلى تعزيز جاذبية الساحة السياحية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مع تنظيم الأنشطة الاقتصادية فيها بشكل أكثر فعالية، مع الحفاظ على هويتها الثقافية الفريدة. وأعلنت أن بدء تنفيذ الأشغال سيكون في يناير 2025، على أن تستغرق سنة كاملة، مشددة على أهمية المشروع في صون التراث الثقافي المادي واللامادي لمراكش وتحسين الخدمات المقدمة للزوار.
Be the first to comment