ذئاب الجمعيات.. شناقة الإنتخابات.

محمد بلحوضي


التعميم لغة الجهلاء وهنا لا نعمم بل نوجه بندقية صيد الحلوف نحو بطون إمتلأت بمال السياسة .

عبر التاريخ، كل الفخاخ التي نصبت لإصطياد الحيوانات أفكارها مبنية على خداعها بالطعام، هي فكرة انتقلت وتطورت من صيد الحيوان إلى صيد البشر، ولكون أنه لا يمكن أن يكون وطنيا من كان ذا معدة فارغة، أصبح الإصطياد سهلا وبأبسط الطرق بما فيها طريق المال العام (قفة رمضان.. و 100 درهم في الحملات الانتخابية) فترسخت بذلك فكرة أن الشعوب التي همها بطونها يسهل إصطيادها.

ما أجمل العطاء وما أسعد فاعليه ، أخلاقهم راقية وهدفهم نبيل ، يبذلون جهدهم ليلا ونهارا ولا ينتظرون جزاء ولا شكورا … نشد على أيديهم بحرارة ونقول لهم .. شكرا لكم ..
وما أقبح الخداع وما أتعس صاحبيه ، متنقلون بين جيوب الساسة كعملة نقذية متصدئ وجهها بكثرة التنقل و التملق ، بائعة الهوى أشرف منهم بكثير، يأكلون مع الذئب و يبكون مع الراعي، وطنيتهم مزيفة وضميرهم ميت ومحنط .


طالما ترفعنا عن الخوض في هذا الموضوع ، وتجنبنا إثارته رحمة بقارئينا من قذارته ، رغم توفر المعطيات و تزايد انبعاث رائحتهم النتنة ، ولأن مع تأخر إجراء أي عملية جراحية يزداد إجراءها تعقيدا وصعوبة ، قررنا إجراءها ولكن ليس في الجامعات ومختبراتها ولكن في مستودع الأموات مع وضع الكمامات ..


الكل يجمع أن العمل الجمعوي عمل نبيل و يعد من المواطنة الصادقة ، والكل يجمع أن الفعل الحزبي والسياسي مرسخ دستوريا ومكرس قانونيا ، وكل الأحزاب تشتغل وفق إديولوجيتها التأسيسية و الإنخراط فيها متاح لجميع المواطنين ، ومن حق المواطن أن يجمع بين العمل الجمعوي و العمل السياسي مدام هذا العمل يخدم الوطن و المصلحة العامة ، إلا أن هناك فئة غير مصنفة لا من هؤلاء ولا من هؤلاء ، ترتدي قناع العمل الجمعوي و تعيش بالتنقل بين موائد النخبة السياسية ، يقسمون على ولاء هذا الحزب غذاء و ينقضونه عشاء في حضرة حزب آخر ، مقر سكناهم عند أعتاب مكاتب المسؤولين الترابيين لأخذ الصور معهم لإيهام الناس البسطاء على أن مفاتيح السلطة بيدهم وأن التوجه السياسي يعلمونه مسبقا، والمسؤولون بريئون منهم براءة الذئب من دم يوسف ، يتبجحون بوطنيتهم أمام الكاميرات و يكيدون لوطنهم في تجمعاتهم الخاصة ، مكرهم وخداعهم ودرجاتهم تختلف بعدد الشيب في رؤوسهم ، ورصيدهم البنكي بحجم بطونهم التي تطل على نواديبو، كلامهم مأخوذ من جلسات المقاهي، ينتظرون الإستحقاقات الإنتخابية كإنتظار الشناقة لعيد الأضحى ، أكباشهم الفاعلين السياسيين و سكينهم لسانهم الكاذب ( نجيب ليك ألف صوت )، ينظمون الولائم في منازلهم من مال المترشحين، يقتادون لها المواطنين والجمعيات لإظهار قوتهم في التعبئة .. فيساومون المرشح السياسي بعدد الرؤوس الحاضرة في الوليمة كأنهم أغنام في حظيرة .


إن هذا النوع من حثالة البشر هم أشد فسادا من المفسدين و أخطر عدو على الوطن من كيان وهمي وجار سوء ، هم أساس ضرب العملية الديمقراطية الإنتخابية التي تنبني عنها مجمل السياسات العمومية التي لها تأثير مباشر على الحياة الإجتماعية اليومية للشعب ، الشعب الذي أصبح يعرفهم بصفاتهم و أسمائهم .. ذئاب الجمعيات .. شناقة الإنتخابات

إن هذه الممارسات تطورت و تطور أصحابها فأصبح تخرج من تحت العمامة لا من قنينة النبيذ الأحمر ، فإذا كان من الواجب محاربة الفساد بمحاربة السياسيين الفاسدين فالأوجب محاربة من أوصلهم إلى تلك المناصب، من جمعيات تعيش على مال الساسة وخلق الفتنة بينهم .


لهذا النوع من الأجناس نقول لهم : ليس المهم أن يكون أصل الإنسان قردا أو خنزيرا ولكن المهم ألا تعود إلى هذا الأصل ، فاتقوا الله في أنفسكم و اتقوا الله في وطنكم <<يتبع..>>

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*