في مشهد يتكرر مع كل دورة انتخابية، شهدت قلعة السراغنة عودة مفاجئة لعدد من الوجوه السياسية التي غابت طويلا عن الساحة. وجوه اختفت فور انتهاء آخر استحقاق انتخابي، لتعود الآن بكل ثقة وابتسامات عريضة، كأن شيئاً لم يكن.
من جديد، بدأ هؤلاء في تنظيم اللقاءات وتوزيع الوعود وإلقاء الخطب، وكأنهم لم يغبوا يوماً عن هموم السكان ومشاكلهم اليومية. عودة يراها كثيرون موسمية، تحركها مصالح انتخابية أكثر مما يحركها هاجس تنموي أو التزام تجاه الساكنة.
سنوات من الانتظار عاشها المواطنون دون أن يروا أثراً يُذكر لمن منحوهم أصواتهم، مشاريع معلقة، ومبادرات اجتماعية لم تولد، ووعود ظلت حبيسة الحملات. واليوم، ومع اقتراب الانتخابات، يعود نفس “السياسيين”، في مشهد اعتاد عليه الشارع المحلي، لتُطرح ذات الأسئلة من جديد: أين كانوا طوال هذه السنوات؟ ولماذا لا يظهرون إلا عند اقتراب صناديق الاقتراع؟
الغضب الشعبي بدأ يتصاعد، ومعه الدعوات للمحاسبة وربط المسؤولية بالمحاسبة، خصوصاً في ظل ما يعتبره البعض استغلالاً سافراً لثقة الناخبين. في المقابل، يرى آخرون أن الكرة الآن في ملعب المواطن، وأن وعيه هو الضامن الوحيد لكسر هذا النمط المتكرر.
الجدل يتسع حول نوايا هؤلاء السياسيين: هل عودتهم تأتي بدافع خدمة الصالح العام، أم بحثاً عن مقاعد وامتيازات؟ وهل سيتمكن الناخبون هذه المرة من التمييز بين من اشتغل في صمت ومن اختفى ثم عاد بصخب؟
الانتخابات القادمة ستمثل اختباراً حقيقياً لمدى وعي الساكنة، وفرصة لتصحيح المسار. فهل يكون الموعد هذه المرة مختلفاً؟ وهل سيختار الناخب في قلعة السراغنة من كان حاضراً بالفعل، لا من يظهر فقط وقت الحاجة؟
الجواب ستحمله صناديق الاقتراع.. ولكن الأمل، كل الأمل، أن لا يعيد التاريخ نفسه.















